وجهه الطويل، نظاراته المستقيمة، عيناه الحادتان، ابتسامته الساطعة، تفاصيل تشي بعبقري. قال له الرئيس الأميركي نيكسون أثناء تكريمه عام 1973 في البيت الأبيض: "أميركا مدينة لك، دعني أحضنك نيابة عن الملايين"، حينها هطلت دموع مايكل النادرة التي علق عليها الأسبوع الماضي المذيع الأميركي لاري كينج خلال الحديث عن بيروت قائلًا: "تمنيت أن دموعه سقطت بين كفي، لأمسح بها قلبي المضطرب وأشفى. إن دبغي تعريف دقيق للاستقامة والعبقرية".
ولد مايكل دبغي عام1908 في ليك تشارلز، ولاية لويزيانا، حصل على شهادة الطب من جامعة تولين في نيو أورلينز التي أكمل فيها سنة الامتياز، وتابع دراسته العليا متخصصا في الجراحة في جامعة ستراسبورج فرنسا، واستكملها في جامعة هايديلبيرج، ألمانيا، وعمل في عدة مستشفيات أوروبية وأميركية. يجيد الانكليزية، الألمانية، العربية والفرنسية.
دبغي طبيب مبتكر، اشتهر بعمله الرائد في حقل الجراحة القلبية، بالإضافة إلى بحوثة اللافتة في المجالات الطبية، اخترع القلوب الصناعية، مضخات القلب، زراعة القلب والعديد من العلاجات لمشاكل الشرايين والتجزئة، فضلا عن اكتشافة لطرائق متعددة لاجراء العديد من عمليات القلب التي ساهمت بدورها في انقاذ ملايين البشر.
وساهم الدكتور اللبناني الأصل في تطوير المستشفيات العسكرية المتنقلة(إم. إي. إس. إتش) والتي أدت إلى انقاد العديد من الجنود والمدنيين في كوريا وفيتنام، وغير دبغي مفاهيم الجراحة الطبية المتخصصة من خلال ادارة مركز المحاربين القدامى الطبي.
وعمل دبغي مستشارا طبيا لجميع رؤساء أميركا في الخمسة عقود الماضية، اكتسب خلالها صداقات وسمعة حسنة عبر نصائحة الصحية الثمينة وحفظه للاسرار. قاد حركة لإنشاء مكتبة قومية للطب والتي تعد الآن صرحا علميا مهما في واشنطن ومصدرا للبحوث والكتب المتخصصة التي يقصدها طلاب العلم من جميع اصقاع العالم، وأولى مايكل وقتا كبيرا للرعاية الصحية في دول العالم التي طافها وقدم في ارجائها محاضرات مختلفة...
أجرى الدكتور مايكل نحو 63 ألف عملية جراحية، درب الالاف من الجراحين على مستوى العالم، ألقى آلاف المحاضرات، وعالج مشاهير وامراء ورؤساء دول، عام 1976، طلابه في العالم انشأوا كلية مايكل دبغي الجراحية الدولية، هو مستشار كلية بيلور للطب، انشأ مركز مايكل دبغي للتعليم المتعلق بالطب الإحيائي، منح أوسمة مختلفة من عدة رؤساء وأبرزها وسام الحرية الرئاسي الأميركي عام 1969، وأيضا منحه الرئيس رونالد ريغان الميدالية القومية للعلم عام 1987، حصل على دكتوراة فخرية من جامعات عالمية مختلفة فضلا عن الأوسمة التي حصل عليها من دول جمة.
يقول عنه الدكتور سام زاخم مستشار الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان: "لايتكلم دبغي إلا لماما، لكنه متوقذ الذهن، حاضر دائما، متواضع، يسافر ويعالج الفقراء قبل الأغنياء، اذكر عندما شاهدت مقابلته على قناة (سي بي اس) واخبرته، ابتسم، ثم أخفى عينيه عني!"
المزيد: جامعة هيوستون، جامعة هايدلبرغ في لبنان، على موسوعة ويكيبيديا، غلاف مجلة التايم 1965، قسم مايكل دبغي للجراحة في تكساس، سيرة حياة.......