ابنتي العزيزة أرجوك ألا تأتي إلى العالم الشرقي......
"ابنتي العزيزة، إن قدر لك أن تأتي إلى هذا العالم الشرقي فقد يكون هذا من سوء حظك .... هنا المفروض البنت ألا تحب قبل زواجها والرجل يحب مائة مرة ويمارس الجنس قبل الزواج. لماذا؟"
هذا السؤال طرحته سيدة متزوجة في خطاب افتراضي كتبته إلى ابنتها ونشرته على مدونتها.
لم يكن الخطاب سوى جزء من حملة يشارك فيها أكثر من خمسين مدونة – كلهن نساء - لمناقشة مواضيع تخصهن تحت عنوان كلنا ليلى.
وليلى هي بطلة رواية مصرية تتعرض منذ طفولتها للتمييز في مجتمع "يعلي من شأن الرجل". وتحولت الرواية إلى عمل سينمائي قامت ببطولته فاتن حمامة وصالح سليم.
قرأت معظم تلك المدونات، ليظهر لدي تساؤل رئيس.
إلى أي مدي سمحت فكرة التدوين بالتعبير عن أفكار وآراء كانت مكبوتة لفترات طويلة بين النساء العربيات وكأنها ظاهرة موازية للأدب النسوي؟
فهذه مدونة تتحدث عن فرض الحجاب عليها من قبل أسرتها في سن الثالثة عشرة.
وتلك تتساءل عن دور الجنس في فشل العلاقة الزوجية.
وأخرى تتمنى ألا يعود زوجها أو موته بسبب فارق السن وإجبارها على إنجاب "ولي العهد" رغم إنجابها خمس بنات.
المثير في تلك الحملة هي عناوين التي اختارتها المشاركات لكتاباتهن.
ومن تلك العناوين: ثورة الحريم في القرن العشرين، عقد شراء إنسانة، كلنا ليلى وحاكمو مرسي.
جمهور تلك المدونات من الرجال والنساء ولكن تبقى ظاهرة "التدوين النسوي" محدودة في درجة انتشارها، في ظل انخفاض أعداد النساء المستخدمات لشبكة الانترنت ...........