حقيقتان مميزتان......
عند مصب نهر الكلب، خلف لنا الزمان 19 نقشا كتابيا بلغات ثمان بدءا بالمصرية القديمة، فالاشورية، فالبابلية، فاليونانية، فاللاتينية، واخيرا الفرنسية والانكليزية والعربية. هناك كان اهل لبنان بعددهم القليل يصمدون في وجه الاجنبي المحتل.
نقش انسحاب الجيش الفرنسي
لبنان الصغير بمساحته والغني بالزمن، ازدحم التاريخ فيه منذ اقدم العصور ولا يزال. فمنذ الوف السنين سكن الانسان كهوف لبنان وشطآنه وسهوله. اما تاريخه المكتوب فعمره خمسة آلاف سنة،طبيعة ارضه الجبلية، وقربه من البحر، وموقعه في مركز متوسط بين قارات ثلاث، كانت عوامل في تكوين دوره التاريخي.
وفهمنا للحقيقتين التاليتين ضروري لفهم تاريخ هذه المنطقة:
1. ان ساحل هذه المنطقة وسهلها الداخلي اي البقاع كانا ابدا مركزا للاتصال بالعالم الخارجي ولتبادل الحضارات وللتفاعل الفكري وللتغيير الدائم.
2. ان أعالي هذه المنطقة، والتي يصعب الوصول اليها احيانا، كانت منطقة منعزلة نائية عما يجري في العالم. فحافظ اهلوها على عزلتهم وعلى اكتفائهم الذاتي وعلى حريتهم واستقلالهم وعلى مناعتهم ضد كل شيء يجيئهم من العالم الخارجي.