الــطــابــور الــخــامــس
في ضوء النهار الجريمة مزدوجة ؟!
راجح الخوري
هل نحن أمام جريمة مزدوجة أودت أولا بالشهيد الشيخ بيار الجميل وأسقطت ثانيا "اتفاق الفجر" الذي كان يمكن ان يشكل مخرجاً من المأزق المتفجر الذي وصلت اليه الاوضاع في البلاد على خلفية المطالبة بالتغيير الحكومي؟
انه السؤال الجوهري الذي اقتصر أمس على حلقات سياسية ضيقة كانت تواكب، لحظة بلحظة، كل الاتصالات والمساعي المبذولة بوتيرة محمومة لايجاد مخرج من المأزق الداخلي يعيد اللحمة الى الصفوف ويوفر على البلاد الانزلاق نحو خطر المواجهات التي قد تنجم عن عملية التباري بالشوارع، شارع في مقابل شارع، بما يتيح للطوابير الخامسة أن تفتعل من المشاكل ما يدفع البلاد الى الوقوع في الفتنة، وهناك الطامة الكبرى.
وتتحدث المعلومات عن ان المساعي الديبلوماسية المبذولة على مدار الساعة كانت قد توصلت الى اتفاق لاقى قبولا مبدئيا من الاطراف المعنيين، وذلك عند الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف ليل الاثنين الماضي، وكان يمكن ان يعلن هذا "الاتفاق - المخرج" كهدية الى اللبنانيين في عيد الاستقلال.
لكن ثمة من لا يريد للبنانيين، على ما يبدو، ان يتوصلوا الى اتفاق يعيد ضبط الايقاع داخل الحكومة، لذلك سارع الى تنفيذ هذه الجريمة المروعة التي أودت بالشهيد الشيخ بيار الجميل.
ويتردد في نطاق هذه الاوساط السياسية الضيقة تفسير للطريقة التي نفذت بها الجريمة، وهي طريقة تنطوي على كثير من احتمالات المغامرة، لأنها حصلت وفق أسلوب ينم عن استعجال يلامس حدود المغامرة، إن من حيث التوقيت، ظهراً تقريبا، أو من حيث المكان في منطقة سكنية مكتظة، او من حيث طريقة تنفيذ الاغتيال جهاراً، مع حرص إجرامي وقح على التأكد من الاجهاز على الشهيد المغدور.