رجــــــع يـــرفــــرف ......
سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر. الذين كانوا يقيمون القيامة، ويهددون بالويل والثبور وعظائم الامور اذا اقترحت حكومة، او اقترح وزير، او ارتأى نائب، او ذكر احدهم قصة ارسال الجيش الى الجنوب.
والتهمة بالخيانة العظمى، والعمالة، وخدمة اسرائيل، والتآمر على الوحدة الوطنية وعروبة لبنان، حاضرة ناضرة. فوراً تنطلق جوقة الزجل السياسي وتنتف صاحب الاقتراح او صاحب الفكرة... ريشة ريشة.
ارسال الجيش الى الجنوب؟
يا لطيف يا لطيف. رابع المستحيلات. تقف المياه عموداً. يهتزّ الوضع السياسي. تهتز السرايا والاستقرار والامن، ويصل الاهتزاز الى القصر الجمهوري.
والحجة الأقبح من ذنب جاهزة: لا يجوز، لا يصحّ، لا نسمح ان يتولى الجيش اللبناني ضبط أمن الحدود الاسرائيلية. وكل من يأتي على هذه السيرة، فهو يخدم اسرائيل.
سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر. تغيّرت مئة وتسعين درجة، وان بعد خراب البصرة، وتدمير ثلاثة ارباع البلد، وارجاع لبنان عشرين سنة الى الوراء.
فالمعترضون، حملة الاختام وموزعو الشهادات الوطنية، هم اياهم الذين يتسابقون اليوم للترحيب والتأييد المنقطع النظير، وبلا قيد او شرط. ومع انتشار الجيش على طول الخط الازرق، وطول الخط، وطول لبنان وعرضه.
ليتولى حماية حدود لبنان مع القوة الدولية، التي كانت بدورها مرفوضة، وممنوعة من الاقتراب من تلك الحدود.
بالطبع، لولا تهويلات جوقات الزجل السياسي وبهورات الوطنجيين، لما كانت "ام الحروب"، ولما كانت مصيبة 12 تموز.
ما لنا والذكريات، فالماضي مضى. مضى؟ اكيد؟ الامثال والتجارب تقول ان ما يروح لا يرجع وما يمضي لا يعود.
يكفي انه للمرة الاولى منذ اربعين سنة يرتفع العلم اللبناني على تلة اللبونة، ويرفرف بأرزته على طول الخط الازرق.
وقيادة القوة الدولية تؤكد انه لن تمر ايام قليلة، الا ويكون العلم قد ارتفع ايضاً في الجزء اللبناني من قرية الغجر.
مع وعد وعهد دوليين بأن لا "مزارع شبعا اخرى" في هذه الشرفة اللبنانية.
المهم، ان يعيرنا زجّالو السياسة والوطنجيون سكوتهم.
"زيّان"