اعتــراف كاتــب قبــل وفــاتــه:
شــارون اغتــال عرفــات بــالســمّ
رام الله – "النهار":
نشر الكاتب الاسرائيلي اوري دان المقرب من رئيس الوزراء السابق ارييل شارون والمؤتمن على اسراره، كتابا في باريس اتهم فيه شارون باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بواسطة السم، مؤكدا ان صحة الرئيس الفلسطيني بدأت بالتدهور منذ 14/4/2004 فور انتهاء محادثة هاتفية لشارون مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اطلق فيها يد المسؤول الاسرائيلي واعطاه حرية التعامل مع عرفات.
وابلغ شارون الى الرئيس بوش في هذا الاتصال انه لم يعد ملزما الوعد الذي قطعه له بناء على طلبه خلال شهر اذار 2001 في لقائهما الاول بعدما هزم شارون سلفه العمالي ايهود باراك في الانتخابات وتعهد فيه عدم المس جسديا بعرفات، فأجاب بوش: "من الافضل ان نترك مصير الرجل في يد رب السماء". وعلق شارون بان "رب السماء يحتاج في بعض الاوقات الى مساعدة".
وتساءل امس الكاتب أمنون كابليوك الذي نشر تلخيصا للكتاب الذي يحمل عنوان "شارون" في صحيفة "هآرتس": "كيف عرف الكاتب دان ان المرض ومسبباته كمنت في جسد الزعيم الفلسطيني في شهر نيسان، اي قبل بضعة اشهر من انتشاره وظهور اعراضه المميتة؟". وقال كابليوك: "لقد حصلت هذا الاسبوع مجموعة غير متوقعة من المصادفات. حين كنت اطالع كتاباً جديداً صدر في باريس يحمل عنوانا من كلمة واحدة (شارون) اصدره الصحافي اوري دان - احد مؤيدي شارون ومقرب منه - الذي وصلني نبأ وفاته لدى مطالعتي الكتاب... اتصل بي صديقي الباريسي المطلع على الشؤون الاسرائيلية معتذرا لانه لم يصدّق روايتي له خلال اجتماعنا قبل فترة حين قلت له ان الزعيم الفلسطيني لم يمت ميتة طبيعية وانما كانت يد خارجية غربية هي من استقدمت له الموت، بناء على اشارات ومعطيات كثيرة منها محاولة اسرائيل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (المقاومة الاسلامية) حماس خالد مشعل بواسطة سم كيميائي عام 1997 في عمان، ولا سبب يحول دون قيامها بالشيء نفسه ضد عرفات الذي جهد شارون في اظهار كرهه له في مناسبة ومن دون مناسبة مع تهديد واضح باقفال الحساب معه في الوقت المناسب".
وأفاد اوري دان في كتابه الذي تضمن عنوانا هامشيا "محادثات سرية مع اوري دان " ان "شارون حلم باغتيال الرئيس الفلسطيني وكان حلم شارون ان يعود قائدا لوحدة كوماندوس تسيطر على مبنى المقاطعة" في رام الله. وسأل دان شارون "لماذا لا تطرد عرفات ؟ لماذا لا تقدمه الى العدالة؟" فأجابه: "اتركني ارتب السائل على طريقتي".