حروب الأنترنت ! ......

أصبح الأنترنت متعدد الأغراض والأستخدامات وتحول الي هدف لدي بعض الجماعات المتطرفة والمنتشرة في العالم لنشر إيديولوجياتها التي تؤمن بها وتدافع عنها بالأعمال المسلحة تارة وبنشر رسائلها تارة أخري.

لو أنك أخبرت أحدا سائرا علي الرصيف بأن الحرب إنتقلت من ميادين القتال ومعسكرات التدريب الي شبكة الأنترنت فإنه في الغالب لايصدقك وسيعتبرك مجنون.ولكن هذا يحدث الان فقد نشطت الجماعات المسلحة والمتطرفة في العالم خلال العقد الماضي كمايؤكد الخبراء لنا. وأصبح الأنترنت يستخدم لديهم كقناة رئيسية لعرض مطالبهم ونشرأشرطة الفيديو المروعة لقطع رؤؤس الضحايا، ومما يؤكد صدق هذا الكلام مايحدث في العراق وبعض المناطق من العالم التي تنتشر بها جماعات متطرفة. فعلي سبيل المثال بعد الغزو الأمريكي في أفغانستان ، قام تنظيم القاعدة بنقل معسكراته علي شبكة الأنترنت ، وعلي وصف خبير الإرهاب بريان جنكيز، أن الأنترنت يعتبر الان جزءا من ساحة القتال. وأذكر دراسة أمريكية كشفت أن 28 % من الأمريكيين يدخلون شبكات الأنترنت للبحث عن صور الضحايا في العراق ، وهذه المعلومات يطالعونها لأن وسائل الإعلام الأمريكية لاتنشرها.

وأعطي الأنترنت مجالا واسعا لهذه الجماعات المتطرفة المنتشرة في العالم أن تظهر رسالتها بالشكل الذي يرغبون في نقلها به الي الناس بعد أن كان الأعلام يسلط الضوء علي مشاهد التدمير التي تفعلها هذه الجماعات ولايجدون مساحة يدافعون بها عن أنفسهم. وإذا كان الكثير يتصور أن الجماعات المسلحة والمتطرفة منتشرة في الشرق الأوسط فهذا غير صحيح ، لأن هذه الجماعات منتشرة بشتي أنحاء العالم فمنها جماعة مرتا الماركسية في بيرو وقوات فارك الثورية بكولومبيا وكاهان حي بإسرائيل ومتمردو نمور التاميل بسيرلانكا وجماعة اوم شينري كيو اليابانية التي نفذت سلسلة من الهجمات بقنابل الغاز علي مترو الأنفاق عام 1995 . بل إن الأمر أخذ شكلا أعم مرتبط بحرب جرت منذ سنوات قليلة في أفغانستان حين نقل تنظيم الحرب من ميادين القتال الي مواقع الأنترنت وتراشق الطرفين التهديدات ، ويؤكد الخبراء أن هناك حوالي 50 موقع علي الأنترنت تتحرك القاعدة خلالهما، وهذا يؤكد الأنترنت أخذ شكلا مختلفا منذ وجوده وأصبح متعدد الأغراض والأستخدامات.