الجنرال الإيراني المختفي "جاسوس" للغرب منذ 2003
عواصم - الوكالات : كشفت مصادر صحافية عربية امس ان المسؤول العسكري الايراني الرفيع المختفي منذ فبراير كان في الحقيقة جاسوسا للغرب في الوقت الذي اعلنت فيه طهران ان رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد يعتزم حضور جلسة مجلس الامن الخاصة ببلاده.
وفي تطور جديد للقضية التي تزداد تعقيدا كشفت صحيفة »صنداي تايمز« البريطانية امس ان نائب وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا اصغري الذي اختفى في ظروف غامضة في تركيا الشهر الفائت كان جاسوسا للغرب منذ عام 2003.
وقالت »صنداي تايمز« انه تم تنظيم اختفائه في فبراير الفائت خلال اقامة خاصة في احد فنادق اسطنبول فيما كانت السلطات الايرانية تستعد لكشف انشطته.
ونقلت الصحيفة عن مصادر ايرانية ان اصغري اعد طوال اشهر عدة لفراره ولفتت الى ان عشرة على الاقل من افراد عائلته غادروا ايران بينهم ابناه واحفاده.
واوضحت ان الجنرال الايراني حمل معه وثائق حول علاقات ايران مع منظمات ارهابية في الشرق الاوسط, لكنه لا يملك وثائق عن البرنامج النووي الايراني.
على صعيد اخر اعلنت ايران امس ان الرئيس محمود أحمدي نجاد يريد اطلاع أعضاء مجلس الامن الدولي على البرنامج النووي المدني لبلاده الذي يقول الغرب انه برنامج سري لصنع قنابل نووية.
ويبحث الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن وهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا الى جانب المانيا فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب طموحاتها النووية التي تصر ايران على انها سلمية تماما.
ونقل التلفزيون الايراني عن غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة قوله دون الخوض في تفاصيل »ينوي الرئيس توجيه كلمة في اجتماع محتمل لمجلس الامن بشأن برنامج ايران النووي للدفاع عن حق الامة الايرانية في الاستغلال السلمي للتكنولوجيا النووية«.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الهام قوله ان أحمدي نجاد ينوي الحضور »اذا عقد مجلس الامن اجتماعا بشأن برنامج ايران النووي«. وأكد المتحدث باسم الخارجية هذه الانباء ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
من جهة ثانية قالت ايران ان مشاكل التمويل هي وراء سلسلة التأخيرات في بناء اول محطة نووية في مدينة بوشهر, واعربت عن مخاوفها من ان تذعن موسكو للضغوط الاميركية لوقف العمل في المحطة.
وكانت شركة »اتومستروي اكسبورت« الروسية التي تقوم ببناء محطة بوشهر اشارت الى ان اكتمال العمل في المنشأة وتزويدها بالوقود يمكن ان يتأخر مرة اخرى بسبب تأخر الدفعات المالية الايرانية.
وصرح غلام رضا اغازاده رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية ان »مشاكل الشركة الروسية تكمن في نقص الاموال« واضاف »هذا يتعدى ترتيباتنا القانونية, ولكن ولاننا نرغب في الانتهاء من محطة بوشهر للطاقة في اسرع وقت, من الضروري حل هذه المشكلة«.
وبموجب الاتفاق المبرم بين طهران وموسكو في سبتمبر الماضي, كان من المقرر ان تزود روسيا ايران بالوقود النووي في مارس, وان يبدأ تشغيل المحطة في سبتمبر على ان تبدأ بانتاج الطاقة في نوفمبر.
وقال اغازاده »اصبحت المسألة النووية مسيسة اليوم, وقد تأخر البدء بتشغيل مفاعل بوشهر ونأمل الا يعمد الروس في الوضع الراهن الى تسييس هذه المسألة«.
وزعم اغازاده ان رئيس مجلس ادارة الشركة الروسية »تغير ثماني مرات« وان الشركة لم تستخدم الاموال التي دفعتها طهران في الشكل اللازم.
واضاف »لهذا السبب لديهم مشاكل في السيولة, لقد وفينا باستمرار بالتزاماتنا المالية مسبقا«.
من جهته اعرب نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية محمد سعيدي عن مخاوفه من اذعان روسيا للضغوط الاميركية لوقف العمل في المفاعل.
وقال »اذا لم يتم تسليم الوقود خلال الاسبوعين المقبلين فان المسألة ستتعدى الجانبين الفني والقانوني, لانه في الوقت الحالي يتم بذل كل الجهود لتسليم الوقود«.
واضاف »لم يعد يلزم المفاعل لكي يبدأ الخدمة في اغسطس سوى تركيب عدد محدود من القطع«.
في المقابل اكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي انه لابد من فرض عقوبات جديدة على ايران لرفضها الامتثال لمطالب مجلس الامن وقال »موقفنا لم يتغير لكنه قائم على كلمتين.. الحزم والحوار«.
واضاف عندما سئل عن احتمال اللجوء لعمل عسكري وهو تحرك لم تستبعده واشنطن اذا فشلت المساعي الديبلوماسية »هدفنا هو ايجاد حل بناء على التفاوض« مشيرا الى ان العمل العسكري سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة.