شافيز يطالب البابا بالاعتذار للسكان الأصليين ......

شافيز يطالب البابا بالاعتذار للسكان الأصليين

دعا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز البابا بنديكتوس للاعتذار للشعوب الأصلية لأمريكا اللاتينية بعد اعتباره أن الكنيسة الكاثوليكية لم تفرض المسيحية على الشعوب الأصلية.

واتهم شافيز، متحدثا في كاراكاس، البابا بتجاهل "هولوكوست الحقبة الاستعمارية".

ووصف ذلك بأنه إنكار للهوية الأصلية لشعوب المنطقة.

وكان البابا قد قال خلال اجتماع بأساقفة أمريكا اللاتينية في البرازيل الأسبوع الماضي إن الهنود الأمريكيين كانوا "يتوقون صمتا" للإيمان المسيحي حينما استعمرت البرتغال وأسبانيا أراضيهم قبل أكثر من 500 عام مضت.

وقال البابا إن "التبشير بيسوع وإنجيله لم يحتو يوما إبعادا للثقافات ما قبل الكولومبية (كريستوفر كولومبوس) ولم يكن فرضًا لثقافة أجنبية".

وأضاف البابا أن "حكمة الشعوب الأصلية قادتها ولحسن الحظ إلى تكوين خلاصة بين ثقافاتها والإيمان المسيحي الذي قدّمه المرسلون".

"غضب أصلي"
وقد أثارت تلك التصريحات غضب زعماء من الهنود الأصليين في البرازيل.

ووصف زعيم هندي من الأمازون يدعى جسينالدو ساتيري ماوي تصريحات البابا بأنها "متعجرفة ولا تنم عن احترام".

ويقول مراسل بي بي سي، إميليو سان بيدرو، إن البابا بنديكتوس لم يأت على ذكر التاريخ العنيف الذي أعقب ذلك، ولا الإهلاك الموثق للثقافات الأصلية لصالح النموذج المسيحي للفاتحين المسيحيين وغيرهم من المستعمرين الأوروبيين.

كما أضاف أن تلك التصريحات لاقت انتقادات حتى من جهات كاثوليكية هندية في البرازيل، وصفت تصريح البابا بأنه "خاطئ ولا يمكن تبريره".

وكان البابا قد أعلن خلال زيارته اللاتينية الأخيرة تطويب أول قديس من سكان البرازيل الأصليين وهو فريار جالفاو أمام أكثر من مليون شخص احتشدوا لرؤيته بمدينة سان باولو.

كما عملت زيارة البابا على مواجهة التحديات التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية، والمتمثلة في التحول إلى الكنائس البروتستانتية، والعلمنة، والميل لليسار، فضلا عن التحديات التقليدية المتمثلة في الفجوة بين الأغنياء والفقراء والمشكلات الاجتماعية، ومواقف الكنيسة من قضايا أخلاقية مثل الإجهاض ووسائل منع الحمل.

"إيديولوجيات بالية"
وخلال زيارته، انتقد البابا حكومات بلدان لم يسمها في أمريكا اللاتينية، وقال إنها "تعتنق أيديولوجيات بالية لا تتوافق والرؤية المسيحية للإنسان والمجتمع".

أثارت تصريحاتالبابا ردود فعل غاضبة
وقال البابا "لقد وعدت الرأسمالية والماركسية بإيجاد الطريق الصحيح نحو خلق مؤسسات عادلة وزعمت أن تلك المؤسسات، ما إن تؤسس، إلا وستعمل من تلقاء ذاتها".

"كما زعموا ليس فقط أن الحاجة ستنتفي لضمير أخلاقي فردي، بل أنها ستوفر معيارا أخلاقيا مشتركا. هذا الوعد الأيديولوجي أظهر ضلالته".

يذكر أنه في عام 2000 قال 74% من البرازيليين إنهم كاثوليك، مقارنة بنسبة 89% عام 1980. وقد تحول الكثيرون إلى الكنائس الإنجيلية، التي باتت تشكل الآن نحو 15% من السكان.

» حوار لا صراع .... حوار مع البابا.......