تجدد الاشتباكات في شمال لبنان بعد مقتل 50 شخصا.....
واصل الجيش اللبناني صباح الاثنين قصف مخيم (نهر البارد) للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة طرابلس شمالي لبنان لليوم الثاني على التوالي حيث تتحصن فيه عناصر تنظيم (فتح الإسلام) بعد سقوط حوالي 50 قتيلا في موجة العنف الاولى.
وامكن رؤية أعمدة الدخان تتصاعد من داخل المخيم وسط أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين داخل المخيم من جراء القصف الذي تستخدم فيه الأسلحة الثقيلة والدبابات.
وقال مسؤول حركة فتح داخل المخيم بلال أصلان في اتصال مع بي بي سي إن قتلى وجرحى مدنيين سقطوا من جراء القصف.
وقتل أكثر من 20 جنديا و20 مسلحا في اشتباكات الاحد، بالاضافة إلى عدد غير مؤكد من المدنيين.
وتعتبر هذه الاشتباكات الاعنف منذ توقف الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 الى عام 1990.
وتقول مراسلتنا من موقع الأحداث ندى عبد الصمد إنه لم يتخذ قرار بعد باقتحام المخيم إذ أن حركة فتح الإسلام تتخذ مواقع لها بين المدنيين داخل نهر البارد.
وقال وزير الاعلام اللبناني إن قوات الجيش ستتعقب عناصر فتح الاسلام
وقال غازي العريضي "هناك إجراءات أمنية تتخذ حاليا، هناك ضحايا لكننا سوف نستمر، وهذه الخلايا تعرضت لسقوط ضحايا أيضا".
وأشار الى ان التنظيم كان يخطط للقيام بعمليات كبرى على الأراضي اللبنانية.
انفجار الأشرفية
ومساء الأحد، وقع انفجار ضخم في حي الاشرفية بالقرب من مجمع "ايه بي سي" التجاري في القسم الشرقي ذي الغالبية المسيحية من العاصمة اللبنانية بيروت أسفر عن مقتل امرأة واصابة أكثر من عشرة آخرين.
وربطت مصادر في وزارة الداخلية اللبنانية بين هذا الانفجار والاشتباكات التي وقت في مخيم نهر البارد.
وأدى الانفجار الى اندلاع النار في عدد من السيارات والمحلات وقد سارعت قوات الجيش والامن اللبنانية الى تطويق المنطقة وتمكنت فرق الاطفاء من السيطرة على الحرائق.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر امني لبناني ان القنبلة كانت موضوعة تحت احدى السيارات في موقف للسيارات قريب من المجمع التجاري.
"فتح الاسلام"
وكان تنظيم "فتح الاسلام" اعلن عن نفسه في وقت سابق من هذا العام وانشق عن تنظيم "فتح الانتفاضة" الموالي لسورية.
ويعتقد ان لهذا التنظيم علاقات مع تنظيم القاعدة ويضم في صفوفه عددا من المقاتلين من الدول العربية ويتزعمه فلسطيني يدعى شاكر العبسي المحكوم عليه في الاردن بالاعدام لدوره في قتل الدبلوماسي الامريكي لورنس فولي عام 2002.
وتقول بعض اوساط الغالبية الحكومية ان لتنظيم فتح الاسلام علاقة بالاجهزة الامنية السورية، وانه مسؤول عن الهجوم الذي استهدف حافلتي ركاب "عين علق" واسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص.
وتنظيم فتح الانتفاضة هو بدوره انشق عن حركة فتح في اواسط الثمانينيات من القرن الماضي ودخل في معارك ضارية ضد حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقد ساندت سورية فتح الانتفاضة في هذا الصراع ولا يزال التنظيم مواليا لسوريا وله قواعد عسكرية في عدد من المناطق اللبنانية وخاصة قرب الحدود السورية اللبنانية.
وقد اتهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة هذه المجموعة بأنها تحاول زعزعة الاستقرار في لبنان.
وقد أغلقت سوريا اثنتين من النقاط الحدودية مع شمالي لبنان بسبب التوترات الأمنية.
وبدأت الاشتباكات بالأسلحة النارية فجر الاحد لدى قيام قوات الأمن بمداهمة شقة يقطنها عدد من عناصر فتح الاسلام في مدينة طرابلس في إطار تحقيقاتها في قضية سرقة احد البنوك.
وامتدت الاشتباكات الى مخيم نهر البارد حيث قام مسلحون من التنظيم بالاستيلاء على موقع تابع للجيش في مدخل المخيم وبدأوا في نصب كمائن لقوات الأمن وفتح النيران باتجاه الطرق المؤدية الى المخيم.
وأعقب هذا قيام الجيش باستدعاء المزيد من القوات التي اشتبكت بدورها مع المسلحين وقامت بقصف مواقعهم.