إن المفهوم الذي يتبادر للذهن عندما يـُذ كر المصمم الداخلي، أنه هو المهني الذي يبدأ عمله حيث انتهى الآخرون، وتقتصر وظيفته على تغطية عيوب الآخرين، وهذا المفهوم شائع بين المتخصصين في صناعة البناء.
فالمصمم الداخلي لا تـُطلب مساعدته إلا عند انتهاء البناء بالكامل، وفي أحسن الأحوال عند انتهاء مرحلة التصميم المعماري، وهذا المفهوم قاصر لا يخدم تطور صناعة البناء لعدة أسباب:
1 - لا يخفى على الجميع أن الجزء الأعظم من تكلفة البناء تصرف على عملية التشطيب من الإضاءة والتجهيز والتأثيث وجميع هذه الأمور تقع ضمن اختصاص المصمم الداخلي.
2 - معظم الأنظمة التي يتعامل معها المصمم الداخلي ( مثل الإضاءة، وفتحات التكييف، والتحديدات الخاصة بالمكاتب، مثل شبكات الكمبيوتر، وخطوط الهاتف، والتمديدات الكهربائية ) تحتاج الكثير من التنسيق المبكر مع المصممين لهذه الأنظمة.
3 - التنسيق المبكر بين المصمم الداخلي والمعماري يخلق التكامل بين الفكرة التصميمية لكليهما لتكوين بيئة متكاملة داخليا ًوخارجيا ً.
4 - كثير من النفقات يمكن اختصارها بتوفر التفاصيل الكاملة للجو المطلوب داخل المبنى.
5 - المصمم الداخلي يحتاج الكثير من الوقت لإعداد الرسومات والمواصفات واتخاذ كم من القرارات التي تتعلق بإختيار الألوان والمواد والأثاث والكماليات والنباتات الداخلية ، وبعد ذلك تبدأ عملية البحث عن هذه العناصر في الأسواق ، واستبدال بعض المواد بمواد أخرى ، ومن ثم انتظار التوريد والتركيب وكل هذا يحتاج الكثير من الوقت .
مما سبق يتضح أن دور المصمم الداخلي يبدأ مبكراً مع مرحلة وضع البرنامج والمشاركة في التصميم وإعداد الميزانية للمشروع.
إن كل ما يقع عليه بصرنا وتلمسه أيدينا وتسمعه آذاننا هو جزء من التصميم الداخلي للبيئة المبنية ، فمن هنا تبرز أهمية التصميم الداخلي كونه يتعامل مع المستخدمين بصورة شخصية مباشرة ، فمن منا ليس لديه غرفته المفضلة أو مقعده المريح أو إضاءته المحببة ، فعناصر التصميم الداخلي لها اتصال شخصي مباشر ، فالمصمم الداخلي يحاول من خلالها تلبية الإحتياجات العضوية والنفسية للمستخدمين ، ونظراً لكمية التفاصيل واختلاف المواد وتنوعها باستمرار ، وكذلك تنوع الإستخدامات للمباني والفراغات الداخلية كان من الضروري وجود تخصصات وتقسيمات لمهنة التصميم الداخلي .