قال تعالى : " وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ " الجاثية : 19
إلى المطبلين لحسن نصر اللات وحزبهِ ... إلى من رفع صوره ... إلى من جعله في مصاف الفاتحين والمجاهدين ... هذا هو رده لكم
عباءة عون !
إذا كان «حزب الله» متهماً في لبنان بارتهانه لحسابات إقليمية، فإن العماد ميشيل عون متهم بارتهانه لجشعه السياسي، فقد بات واضحاً أن العماد عون مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه إذا كان ذلك يفتح له أبواب قصر بعبدا ويؤمن له الجلوس على كرسي الرئاسة اللبنانية الأولى، فالرجل مسكون بهاجس الرئاسة ويرفع شعار «رئاستي» ومن بعدها الطوفان .
وفي جميع حواراته وإطلالاته الإعلامية يظهر متوتراً وحاداً ومستعداً للتشاجر حتى مع نفسه. وفي جلسات الحوار اللبناني كان الرجل صريحاً عند طرح أزمة الرئاسة اللبنانية.. إما أن يكون البديل أنا أو لا أحد !!
وزواج المصلحة السياسية بين الحزب وتيار العماد عون يجسد زواج النقيضين بكل زواياه الحادة ويختصر كل تناقضات الممارسة السياسية في لبنان حيث الكل يرفع الشعارات الوطنية من أجل لبنان وفي الوقت نفسه يعمل لخدمة مصالحه على حساب لبنان !!
لقد تحرك تحالف المتناقضين أمس لإسقاط الحكومة عبر الشارع تحت شعار واحد ولكن لخدمة مشروعين مختلفين : مشروع متهم بخدمة مصالح إقليمية لأطراف ترتقي على أكتاف لبنان ومشروع العماد ميشيل عون لإعادة رسم الخريطة السياسية اللبنانية الداخلية بحيث تسلك أمامه الطرق المؤدية إلى قصر بعبدا !!
لبنان هو الضحية الوحيدة لمثل هذا التحالف المستحيل فهو يبقى ضحية سياسات الحزب الذي يتهم بولائه للمرجعية الإقليمية أكثر من الولاء للوطن، وضحية الجنرال المهووس بمنصب رئاسة لبنان، حتى ولو استلزم الأمر استعارة عباءة السيد !
بعد الأحداث الأخيرة والتي من أبرزها الحرب التي دارت رحاها بين إسرائيل وحزب الله تكشفت لنا كثير من القضايا، التي لا تخفى على الأعمى.
منها : الهدف الدنيء لحزب الله بتجريد الشريط الحدودي من أهل السنة بسبب الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل وتبنتها القاعدة وذلك قبل الحرب بأشهر.
وحيث أن حزب الله بعد الانسحاب الإسرائيلي عام (2000م) تعهد بحماية هذا الشريط لإسرائيل، فقد اعتبرت إسرائيل هذه الصواريخ إخلالاً بالعهود والمواثيق، وكان العذر يتمثل بأنها أطلقت من مناطق سنية لا يسيطر عليها الحزب بسبب الاختلاف العقدي، مما دفع لوضع مخطط الحرب ، حيث يتم نزوح أهل السنة من قراهم ثم يُستولى عليها، ولكن هذا المخطط أيضاً فشل، فأهل السنة بقوا ودافعوا عن قراهم.
لذا كان الانتقال للمرحلة الثانية وهي الاحتكام للشارع كما يصرح محمد رعد وقبله حسن نصر القائد المظفر والذي انتصر في حربه بتدمير لبنان وقتل أهلها وجرح آخرين!!
ولا أدري ! هل الشارع سيكون الحل السلمي للحزب، والذي يريد حزب الله أن يبني به ما تهدَّم، أم يريد أن يقضي على البقية الباقية من هذا البلد المحطم، والذي يُبنى بأموال أهل السنة عند كل دمار؟!
لقد صرح أكثر من مرة حسن نصر الله أنه سيبني ما تهدم وبأموال طاهرة!! ولكن الأموال الطاهرة التي يتحدث عنها لم تُعدّها بعد مطابع طهران!!
إن جنوب لبنان بات مهدداً أن يكون جنوباً كجنوب العراق ! فهل بات من المنطقي أن يتوجب على أهل السنة هناك حمل السلاح والاستعداد لحماية الأنفس والأعراض والأموال؟ ! أم أن الأمر سيخرج عن السيطرة ونحن في غفلة عن دعم إخواننا في لبنان ليلحقوا بالدماء الزكية التي أريقت في العراق؟!
قد يقول البعض إن هذه مبالغات، فليتذكر كيف كنا نتصور أن يُقال ويُطرح من مخططات فارسية مجوسية على العراق إنها كانت مجرد مبالغات، والآن نراها واقعاً لا مجال لإنكاره إلا من مكابر ينتظر أن يطرق عليه القوم غرفة نومه؛ ليعرف أن الأمر حقيقة.
من الواجب علينا جميعا أن نعد للأمر عدته، ونعين إخواننا في لبنان بكل ما نستطيع فعله ، لا ليبدأوا ، بل ليدافعوا عن أنفسهم إن غُدر بهم، فالمخطط يسير نحو الصدام بلا شك ولا ريب، وإن ما يحدث من مشاورات بين الفرقاء السياسيين لا يعدو إلا تأخيرًا للوقت الذي حُدد له من قبل اليهود والأيدي الغادرة من الداخل.
وما وصول القوات الأممية إلا دليل آخر على حقيقة ما ستقدم عليه لبنان من الصدام، فهي ليست لحماية لبنان وإنما لحماية إسرائيل ، فيما لو فشل المخطط الفارسي المجوسي واليهودي، حتى لا تخرج قوى أهل السنة عن السيطرة ويصلوا للحدود مع إسرائيل.
واليوم يُصرح حسن نصر : ( أن الأموال التي دفعت للمتضررين كانت أموالاً شرعية من السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية في إيران ، وأنه مخول بتوزيع الأموال الشرعية على المحتاجين في الطائفة الشيعية ) وكأنه يريد أن يقول أن الأموال التي جاءت من المملكة العربية السعودية والتي بلغت مليار دولار هي أموال غير شرعية ، ولهذا فمصيرها للدمار ! ، ( أليس كلام حسن نصر فيه تأكيد أنه لن يتم تعويض غير الشيعة !! )
لعل رسالتي وصلت ، وأحرفي قد بلغت كل ذي لب وضمير، فلنكن على وعي وإدراك ، ولنكن على استعداد تام لما هو قادم، ولنُِفقْ من نومنا وغفلتنا ، وستذكرون ما أقول لكم !