ويضيف المقربون ان العونيين الذين لم يطلعوا ولم يعلموا بتفاصيل الصفقة التي اعادت عون الى لبنان اعتقدوا ان بداية المواجهة ستكون مع ((حزب الله)) خصوصاً وان عون هو اول من طرح حل مشكلة سلاح المقاومة عن طريق ادخاله بالاجندة الاميركية المعادية لـحزب الله وإصراره على تنفيذ القرار الدولي 1559 وبعد عودته تحديداً قبل الانتخابات النيابية وتحالفاته مع بقايا عهد الوصاية بدأت الاسئلة تنهال عليه من كل حدب وصوب وكان جوابه ))للحديث صلة بعد الانتخابات النيابية)) ما اعتبره البعض محاولة للهروب وتمييع الحقيقة التي يضمرها.
العلاقة مع البطريرك صفير:بعد ستالين الذي وجه معركته ضد البابا يعتبر ميشال عون هو المسيحي الوحيد الذي هزّ قبضته بوجه البطريرك، سائلاً كما سلفه بصوت قمعي كما دبابة يملك بابا لبنان؟
وبالرغم من ان محبي عون ينـزعون عن مؤيديه صفة التعدي على البطريرك الماروني نصرالله صفير ويحاولون إلصاقها بمجموعة تابعة لـ((القوات اللبنانية))، الا ان ذلك لم يمنع البطريرك صفير من اتخاذ موقف سلبي من عون وجماعته بسبب الاهانة التي تعرض لها، في حين يؤكد البعض ان مواقف صفير من عون لا يعود تاريخها الى ذلك الحادث، بل يعود الى تاريخ البطريرك الكسرواني الذي عاش بين المشايخ الذين يحملون لواء بكركي، ولا يثق برجل عسكري يحاول ان يطوِّع الوطن لخدمته وخدمة احلامه ومطامعه، والبطريرك وان تعالى على جرح الاهانة ولم يعد يأتي على ذكرها الا انه لم ولن ينسى تلك الذكرى الاليمة في تاريخ البطريركية.
كما وان البطريرك صفير يرفض ان يذهب عون باسم المسيحيين الى كنيسة مسيحية ليعقد تحالفاً مع ((حزب الله)) غير المقبول من معظم المسيحيين خصوصاً وان صفير يعتبر ان لا احد يمثل المسيحيين وخصوصاً الموارنة منهم الا البطريركية المارونية وهم بالتالي غير ملزمين الا بالبيانات التي تصدر عن مجمع المطارنة، كما يؤمن ويردد في اوساطه رداً على رفض عون مشاركته احد الانتصار وعدم قبوله فكرة ان لولا دماء الرئيس رفيق الحريري لما كان للبنان استقلاله ولولا الموارنة ما في لبنان ولكن لبنان ليس فقط الموارنة.
الصفقة:ميشال عون رجل التناقضات منذ الولادة بين عائلة فقيرة وطموح كبير لم يستطع ان ينمي حالة متوازنة بداخله ما خلق لديه قناعة بأن الغاية تبرر الوسيلة فكبر ميشال الصغير وكبرت معه طموحاته وكذلك تناقضاته بين عسكري تقف همومه عند حدود الوطن الذي يحتاج الى من يخدمه من دون مقابل، وماروني هدفه رئاسة الوطن.
نجح عون كقائد للجيش في الشق الاول ولم يفعل ((لغاية الآن)) في الشق الثاني، ونسي ان قيادة الجيش تعني الهرمية للوصول الى السلطة بينما الرئاسة عمل سياسي يأتي ضمن توافق طائفي.
تمكن قائد الجيش السابق من تحويل الجيش اللبناني بحسب قيادات عسكرية الى جيش مقاتل، اذ لم تعد الشرطة العسكرية يقتصر عملها على مراقبة عناصر الجيش ولا المكافحة مجرد عمل استخباراتي على علاقة مباشرة بالمكتب الثاني، كما نجح للمرة الاولى في تاريخ الجيش اللبناني بادخال العنصر النسائي الا ان هذا النجاح لم يكن لدى القائد الا جواز مرور لتطبيق شعاراته التي تغيرت في ما بعد ((لبنان سيد، حر، مستقل)) لان لا مشكلة برأي المقربين من تبديل الشعار كرمى لعيون الرئاسة، وللوصول الى الرئاسة لا بد من صفقة ما.
متى بدأت هذه الصفقة، كيف ولماذا وما هي اهدافها ومن قام بها؟اسئلة كثيرة يجيب عنها رفاق الامس الذين انفكوا عنه اليوم بعد ان ادركوا تخلي الجنرال عنهم، والتنكر لنضالهم الذي بنى مجده على اساسه، ويقول احد الذين دعموا في السابق عون مادياً ومعنوياً: قبل سنتين من 7 ايار/مايو أي تاريخ مغادرة عون فرنسا وتحديداً يوم رأس السنة 2004 وصلتني اشارات اميركية وفرنسية بأن اتصالات سرية تتم بين عون والسوريين وجماعة الرئيس اميل لحود، وأفادت المعلومات ان لقاء في باريس جمع بين عون واللواء جميل السيد واللواء آصف شوكت من اجل البحث في عودة عون الى لبنان وانشاء الظروف الموضوعية لها ولكن من دون وضع ترتيبات معينة لهذه العودة، وانما هذا اللقاء كان فقط كعملية جس نبض للجنرال اذا ما كان يرضى بالعودة الى لبنان تحت الجناح السوري، وعندما واجهنا الجنرال بهذه المعلومات أنكر بشدة الاجتماع مكرراً ((ولو ما بتوثقوا فيّ) مؤكداً ان اجتماعاً تم بينه وبين الرئيس رفيق الحريري والسفير جوني عبدو وكل شيء على ما يرام. عندها اعتقدنا ان المعلومات الاميركية والفرنسية خاطئة هذه المرة، ولكن لم نكن نعلم ان اللقاء قد تم وانه منذ ذلك الحين وضعت طبخة عودة الجنرال على نار هادئة اذ بعد فترة علمنا ان الرئيس السوري بشار الاسد كلف رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني بزيارة عون في منفاه لوضع ترتيبات الصفقة، كما دخل على خط الوساطة النائب السابق اميل اميل لحود والوزيران السابقان يوسف سلامة ووئام وهاب واللواء محمد ناصيف (ابو وائل) وعندها اعتقد عون ان صورته كمحرر لبنان من الاحتلال السوري تسمح له ان يمرر هذه الصفقة المستترة مع النظام السوري وحلفائه وقد وضعت بنودها النهائية بعد استشهاد الرئيس الحريري والتي تفيد بعودة عون الى لبنان تحت الجناح السوري ليجلس في الحضن السوري قبل جلوسه على كرسي بعبدا مقابل الافراج عن امواله الموجودة في لبنان وانهاء ملفه القضائي والمالي، وقد ادى النائب ميشال المر دور المايسترو السياسي في هذه الصفقة.
ورداً على التحية السورية ارسل عون صهره جبران باسيل الى دمشق برفقة الوزير السابق سليمان فرنجية، كما يؤكد احد المقربين، مستفيداً بذلك من العلاقات المميزة والودية التي تجمع بين فرنجية والرئيس الاسد، ومحاولاً التقرب اكثر فأكثر من النائب المر وذلك للرد على التحالف الرباعي الذي لم يجد فيه عون الا تحالفاً سنياً – شيعياً – درزياً محـاولاً اللعب مجدداً على العصبية المسيحية التي استنفرت ضد ذلك التحالف، الا ان ردة الفعل السنية مقابل عصبية عون استنفرت الشارع السني بمجمله خصوصاً في الشمال حيث انقلب السحر على الساحر في ما بعد في الانتخابات النيابية.
الجنرال ما بعد الصفقة: عونيون يتكلمون عن تجربتهم:يبدو ان هذه الصفقة كورقته مع ((حزب الله))، اخذت منه اكثر مما اعطته، فانفض عنه معظم طاقمه المؤيد ولم يبق حوله الا من يملك القدرة دائماً على قول نعم، حتى اللواء عصام ابو جمرا الذي ابدى انـزعاجه اكثر من مرة من اسلوب عون بعد عودته وتعرض لضربات معنوية متعددة، صحيح انه لا ((يصفّق)) ولكن ما زال يمثل العسكري الانضباطي الذي لا يخرج عن طوع رئيسه.
اما المجموعة التي ابتعدت عن عون فهي تلك التي تركت لبنان من اجله وبقيت في فرنسا الى جانبه ومن بينهم مؤسسون واعضاء في مكتب التنسيق وبعض الضباط المتقاعدين اذ يقول هؤلاء))الجنرال الذي كان في فرنسا انتهى فهو غير الجنرال العائد فبعد عودته بات الخطاب السياسي مختلفاً عن سابقه، ضحك علينا وصدقناه نطق بالسيادة والاستقلال وانشأ تحالفات طائفية تحت الطاولة وليست وطنية، ويضيف هؤلاء ومن بينهم منسق التيار في الشمال بسام آغا وغيره ان عون ذهب زعيماً وطنياً وعاد زعيماً مسيحياً، ما زلنا نذكر في احدى المرات عندما اجتمع بنا في فرنسا وقال لنا )انبذوني اذا حكيت طائفياً( وكم ردد امامنا ((يستطيعون سحقي ولكن لا يستطيعون اخذ توقيعي)) ويضيف هؤلاء لقد حصلوا عليه وعلى توقيعه(.
ويتكلم الآغا بحرقة قلب اذ لم يكن سهلاً عليه في السابق وهو السني، ابن خالة الوزير احمد فتفت ان يعمل في اشرس تيار معارض للسوريين والسلطة، فقد اتبع ومجموعة مؤيدة لطروحات الجنرال خطة الخلايا السرية، ولكن بعد خروج الجيش السوري تبدل الوضع ويقول ((انتقلنا من مرحلة الرعب الى مرحلة الانفلاش الا انه بعد ان كان للمسلم دور الطباخ السياسي في التيار بات رئيسه زعيماً مسيحياً وتحالفاته مبنية على الطائفية والمصالح الشخصية، فبعد ان كان يقول عن ((حزب الله)) (لا يمكن ان يكون هناك دولة داخل دولة) ويدعو لحل سلاحه بات الآن يدافع عنه.
ويضيف آغا لو كان الجنرال قال لنا انا اخطأت بتقويمي لحزب الله والمقاومة ونحن لسنا ضده او ضد المقاومة وعلينا ان نقوِّم خطابنا السياسي لكنا بقينا معه، الا انه لم يعترف بالخطأ لا بل الأكثر من ذلك بدأ بعقد الصفقات من وراء ظهورنا عبر القيادة التي جاءت معه من باريس وعلى رأسها أمين عام الحزب والمسؤول الأول في التيار بيار رفول وجربوا ان يفرضوا علينا أشخاصاً يملكون المال وينتمون إلى حزب البعث والحزب القومي من أجل اختراقنا من الداخل ولكننا رفضنا ذلك، نحن الذين ضحينا بأرواحنا وبسبعة عشر عاماً من عمرنا من أجل الوصول إلى الحرية والاستقلال عندها قدمنا 72 شخصاً بين قيادي ومسؤول استقالتنا، خصوصاً بعد ان أدركنا حجم الصفقة التي تمت في الانتخابات النيابية بين رفول وبعض المتمولين في منطقة الشمال ما أدى إلى سحب مرشحي التيار مقابل إما المال وإما التحالف مع بقايا عهد الوصاية، علماً انه قبل العودة بخمسة أشهر التقى الجنرال في باريس مرشحي التيار للانتخابات النيابية، ووافق على ترشيحنا وعددنا 25 مرشحاً ثم قال لنا ((اذهبوا (إلى بيروت) واعملوا))، إلا ان معظم الذين وعدهم في باريس غير رأيه بترشيحهم عندما وصل إلى الرابية ومنهم: بسام آغا الذي ترشح ثم طلب منه الانسحاب لمصلحة د. محمد الفاضل المرشح على اللائحة التي يرأسها مخايل الضاهر، كما أقصى المحامي فادي بركات ونعمان مراد من جونية وجان حنا من عكار ورياض غزالة من زغرتا وجورج عطاالله من الكورة والياس الزغبي من المتن وغيرهم، حتى ان بعض هؤلاء عندما علت صرختهم ووجهوا بتهمة انتحال صفة من قبل التيار علماً ان بعض هؤلاء وبينهم بسام آغا يحمل وثيقة موقعة من قبل رفول تفيد بقبول استقالته، علماً ان آغا من الأشخاص الذين اعتقلوا عام 1992 في طرابلس وسجن في وزارة الدفاع بتهمة الانتماء للتيار العوني.
ويضيف العونيون السابقون في شهاداتهم، قبل العودة وعندما واجهنا الجنرال ببعض المعلومات التي تتحدث عن صفقة ما مع السوريين أبدى غضبه ونفى ذلك، وأكد لنا انه يحاول أن ينشىء تحالفاً مع الشيخ سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، كما كان أفهمنا في السابق عن محاولات مماثلة مع الشهيد رفيق الحريري والسفير جوني عبدو، وأوضح لنا انهم هم الذين يعملون ضده ولا يريدون له العودة لأنه سيؤثر ذلك عليهم سلباً بالنسبة لنتائج الانتخابات النيابية ويتابع هؤلاء صدقناه وأكملنا المسيرة لأننا شبهناه في مرحلة ما ببشير الجميل في السنتين الأخيرتين عندما راح ينادي بالـ 10452كلم2، إلا انه لاحقاً علمنا ان بشير الذي بدأ خطأ وانتهى بالصح عكس عون الذي بدأ بالصح وانتهى بالخطأ بالنسبة للمجتمع المسيحي بشكل خاص واللبناني بشكل عام.
فعون يدرك تماماً من أعطى الأمر بمذبحة الدامور ومن أعطى الأمر بمذبحة القاع ومن كذلك أعطى الأمر بمذبحة باب التبانة التي قضى فيها 1600 شخص في أواخر الثمانينات، لذلك نرى ان ارتباطه بالسوري وضع غشاوة على عينيه وربط لسانه، لقد اعتمد على الصوت المسيحي في الانتخابات ولكن هذا الصوت انتخبه بسبب ملامح عون القديمة وليست المستحدثة، هو الآن يعيش على رصيد بعبدا لكنه يعرف أكثر من غيره ان الانتخابات النيابية فيما لو حصلت باكراً لن تصب في مصلحته.
وإذا كان قد وضع الحق على الحريري وجنبلاط في ما آلت إليه الأمور، يضيف العونيون، ما ذنب غبريال المر الذي ضحى بأمواله وأعماله ووسيلته الاعلامية وبموظفيه من أجله، لماذا دوري شمعون لم يعد له برأي عون حيثية سياسية علماً انه كان أول من حمل ((شنطته)) على ظهره ونام في خيمة بعبدا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 89 أي في أول اعتصام شعبي في بعبدا، ما ذنب الياس الزغبي مسؤول الاعلام والرجل الذي ألقى أكثر من 600 محاضرة من جنوب لبنان إلى شماله ليعرّف الناس بالتيار ومبادئه؟ ما ذنب سامي نادر الذي حرمه من عائلته وإذا كان يعتبر ان لحم نادر يؤكل فنحن لحمنا طعمه مر.
وما ذنب رئيس الأمن العام في عهد عون اللواء نديم لطيف الذي سجن في 7 آب/أغسطس الشهير وتعرض للكثير من الإهانات من أجل عون، إلا انه اكتشف لاحقاً انه لا يثق إلا بصهره الذي يلقبه هؤلاء ومن بينهم بسام الآغا بـ((الطفل الأنبوب أو جبران قنديل(( . ويختم ما ذنب روجيه اده الانسان الذي قدم الغالي والنفيس ووضع كل إمكانياته المادية ومن علاقات دولية في مصلحة الجنرال إلا انهم تخلوا عنه.
أموال الجنرال..ميشال عون لا يأخذ ما ليس له وكذلك وزراؤه الضباط في الحكومة العسكرية أمثال اللواء عصام أبو جمرا واللواء ادغار معلوف، وأموال قصر الشعب التي تبرع بها ((متاريس رئيس الحكومة)) السابق وهي عبارة عن مجوهرات وأموال نقدية لا تقدر جميعها بأكثر من مليون دولار بقيت في خزنة داخل قصر بعبدا واستحوذ عليها من اجتاح القصر، هذا ما يؤكده الذين كانوا مقربين جداً في تلك الفترة.
إلا ان ذلك لا يعني بأن عون لا يملك أموالاً في لبنان، بالإضافة إلى رواتبه العسكرية المتراكمة وتعويضات نهاية الخدمة مع فوائدها إذ انه أعفي من مهام وظيفته كقائد للجيش ووضع بتصرف وزير الدفاع الوطني اعتباراً من 28/11/1989 ولكنه صرف من الخدمة العسكرية في 20/5/1991، يملك عون أموالاً في لبنان يقدرها أحد الأشخاص الذين دخلوا على خط الوساطة بين عون ودمشق بأنها تقدر بـ22 مليون دولار والتي تم تحريرها عبر الصفقة المذكورة.
إلا ان أموال الجنرال في الخارج قد تفوق الـ150 مليون دولار، وتؤكد أوساط مقربة مطلعة على مصادر الأموال ان معركة قائد الجيش السابق ضد القوات السورية العاملة في لبنان لم يكن من الممكن البدء أو على الأقل الاستمرار بها من دون تمويل خارجي، وان الرجلين اللذين اعتبرا ان معركة التحرير هي معركتهما هما الرئيس العراقي السابق صدام حسين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إذ مولا معركة التحرير بمبالغ طائلة كان قد بقي منها قبل خروج عون ما بين 70 أو 80 مليون دولار حولت معظمهما إلى الخارج عن طريق مصرفين معروفين انه كان يتم إيداع المبالغ فيهما، وتقدر الأوساط نفسها بأن حجم المبالغ الآن بعد 15 عاماً من الفوائد يفوق الـ140 مليون دولار وهي موجودة في عدد من البلدان الأوروبية، إلا ان عون لم يعلن عنها حتى انه يأخذ بعض المناصرين عليه بأنه لم ينشىء صندوقاً لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال السوري، وان معظم العونيين من مؤيدين ومناصرين وملتزمين كانوا يدفعون من جيوبهم الخاصة على الانتفاضة التي آمنوا بها.
وعن هذا الأمر يقول منسق التيار السابق في طرابلس المينا بسام آغا بعد اتهامه بقبض صك بمبلغ 130 ألف دولار من منسق تيار المستقبل في الشمال سمير الجسر ((أنا كنت أدفع كل مصاريف التيار خلال فترة الوجود السوري وكنت أمثل شخصياً الجنرال عون في كافة المناسبات الاجتماعية والرسمية رغم كل الضغوط التي كنت أتعرض لها، كما ان كافة مصاريف شباب التيار في طرابلس والضنية ومصاريف المطبوعات تأتي عبر مساعدات اجتماعية، وان الصك الذي اتهمت بقبضه لا يوازي ثمن زهور أرسلتها على حسابي في مناسبات عديدة باسم الجنرال) .
كما يؤكد المقربون ان عون وخلال سنوات منفاه لم يصرف قرشاً واحداً على نفسه أو عائلته من أمواله الخاصة بل كانت هناك جهات عونية تنتشر في بلاد الاغتراب قد خصصت له مبالغ شهرية حتى انه بلغ مصروف عون الشهري 120 الف دولار على عائلته والمقربين، أما بعد عودته فتؤكد المصادر نفسها ان عون لم يكتف فقط بتحرير أمواله المتواجدة في المصارف اللبنانية بل انه قبض ثمن ((عودته السورية)).
عون الوالد:لعون ثلاث فتيات كلودين وبعلها سامي نادر الذي يحكى عنه انه واضع ورقة الاصلاحات والبرنامج الانتخابي للتيار الوطني الحر، عوني حتى العظم، كما يصفه مقربون منه، أغرم بكلودين فجمعتهما المصيبة، أي تهمة الانتماء للتيار والحب للوالد الواحد الذي هو ميشال عون، بعد زواجه منها شعر بالانتماء لعائلة تؤمن بالصدق والوفاء آمن بها وأنجب ثلاثة أطفال ولداً وفتاتين، سهر على مصلحة الجنرال السياسية والصحية يعطيه حبة الدواء قبل النوم وبعده، راقبه عن قرب، وقال لا حيث يجب قولها، استمرت هذه الحال لسنوات عدة، ولكن عودة الجنرال غيرته حتى في الشق العائلي، فسامي نادر لم يعد يرضي طموح الجنرال السياسي، لذا يؤكد المقربون، ان عون الطامح للرئاسة يفضل أن يكون بعل كلودين جنرالاً لكي يتولى قيادة الجيش في عهده وهذا الحلم برأي هؤلاء جعله يسعى لتطليق ابنته لتزويجها من أحد الجنرالات المخلصين له. تجدر الاشارة الى ان كلودين تضع كتاباً عن المرحلة السياسية السابقة ووالدها ينظر اليها كوريثة سياسية له.
أما ميراي الابنة الثانية فهي متزوجة للمرة الثانية، وقد فشل زواجها الأول من شخص من آل الأبيض بسبب والدها ايضاً، فبعلها الذي كان يريدها ان تعيش إلى جانبه في لبنان رفض طلبه الجنرال وطلبت ميراي الطلاق للبقاء إلى جانب والدها في باريس، وهناك تزوجت من روي الهاشم هو مهندس لا يتعاطى السياسة ويبدي عون رغبته الآن بتسليمه مسؤولية رئاسة مجلس وإدارة التلفزيون البرتقالي ((Orange TV)).
ويعتبر روي الهاشم من الأغنياء حتى عندما جاء عون إلى باريس سكن في منـزل الهاشم وكتب على مدخل المنـزل ((بيت هاشم – عون(( .
أما شانتال الابنة الثالثة فهي زوج جبران باسيل لا تتعاطى بحسب المقربين السياسة لأن بعلها حسب قولهم ((مكفي وموفي))، تعرفا على بعضهما في مؤتمر التيار بباريس عام 1994 وتزوجا عام 1999، بعد زواجه من شانتال بدأ ظهور نجم باسيل لأنه عرف تماماً ماذا يريد الجنرال، أي حمل لواءه من دون قول لا، لقد قسّم الجنرال أصهرته وفق رؤية محددة أحدهم يرث القيادة العسكرية والثاني البزنس والثالث السياسة. ويكشف في هذا السياق بسام الآغا عن شراء باسيل لأراض وعقارات ثمينة وأثرية في البترون كما بدأ بشراء شركات كبرى، انه لدى زيارته جبيل لحضور احدى الندوات سار بموكب سيارات يبلغ ثمنها حوالى 350 ألف دولار.
احمد خالد عون يتحالف مع من يفتي بهدر دم العونيين:
كشف منسق التيار العوني السابق في الشمال بسام الآغا عن تدخل رئيس حكومة سابق مع أحد القادة الأصوليين في الشمال لشطب اسمه عن لائحة الاغتيالات بعد ان صدرت فتوى ضده تعتبره مرتداً بسبب انتمائه للتيار العوني وذلك قبل 4 اشهر من عودة الجنرال عون، ويضيف آغا ان اسم النائبين مصباح الأحدب وأحمد فتفت كان على لائحة الاغتيال، وعندما أبلغ آغا الخبر لعون في باريس أجابه اختبىء لبعض الوقت، لكنه يضيف فوجئنا بعد عودته بأن من دعاني للاختباء منهم باتوا من أهم حلفائه.
عون ((يبصق)) في الشورباء:
يطلق بعض الفرنسيين هذه الأيام حول النائب ميشال عون المثل الفرنسي الشهير ((Il a Grache dans la soupe)) أي ((بصق في صحن الشوربا)) فمن المعروف ان الفرنسيين يقدمون للمحتاج في فصل الشتاء البارد صحناً من الشورباء ليشعره بالدفء وهم يعتبرون انهم بعد ان قدموا لعون ما يحتاجه عاد وتنكر لهذا الجميل وسبب ذلك تصريح عون في وسائل الاعلام وبعد تحالفه مع ((حزب الله)) بأن الرهائن الفرنسيين الذين كان قد خطفهم ((حزب الله)) لم يكونوا سياحاً كما قالت الحكومة الفرنسية وأهالي الرهائن، وبعد ثلاثة أسابيع من التصريح وجدت جثة ميشال سورا، عندها اعتبر الفرنسيون انه أهان الضحية وبرأ المتهم.
http://www.alshiraa.com/alshiraa/details.asp?iss=1237&cat=2&art=1&id=956