عراب "التيار الحر" في الولايات المتحدة يعلن
قطع علاقاته برئيس الوزراء العسكري الأسبق
زيارة صفير لأميركا حددت لسلطاتها
الحجم الحقيقي لتيار عون في لبنان
لندن - من حميد غريافي:
أكدت فاعليات لبنانية مقيمة في الولايات المتحدة, انتقلت من عدد من الولايات السبت الفائت الى مدينة سانت لويس للقاء البطريرك الماروني نصرالله صفير في زيارته التي تشمل هذه المدينة ومدينتي شيكاغو ثم نيويورك, ان هذه الزيارة ازالت مخاوف المسيحيين اللبنانيين المقيمين في اميركا التي ساورتهم منذ توقيع التيار العوني وحزب الله في بيروت ورقة التفاهم , والتي كانت تداعياتها بدأت تنعكس على وجودهم ومصالحهم وعلاقاتهم الوثيقة المميزة بالادارة الاميركية ومؤسساتها السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية بسبب شبه التوحد الذي حدث بين جماعات التيار الوطني الحر رغم محدودية عددها التي تكاد لا تذكر وعناصر حزب الله ومؤيدين في بعض الولايات ذات الجاليات السورية البارزة, بعد تحرك السلطات الامنية الاميركية باتجاه وضع جماعة عون تحت المراقبة الدقيقة نفسها التي تفرضها على عناصر حزب الله, منذ بدء ظهور الطرفين ككتلة واحدة في الممارسة السياسية ومعارضة قوى 14 آذار الديمقراطية الحاكمة في بيروت المدعومة بلا تحفظ من المؤسسات الرسمية والشعبية الاميركية, والاستمرار في الالتزام بالخط السوري في لبنان وتنفيذ مؤامرات نظام بشار الاسد الهادفة الى تقويض الحكم اللبناني الجديد.
وقال احد كبار رجال الاعمال اللبنانيين المقيمين في نيويورك والذي انتقل الى سانت لويس للمشاركة في استقبال البطريرك صفير, ان الالتفاف اللبناني المسيحي والمسلم الذي ظهر حول البطريرك هناك, بعد مقاطعة جماعتي عون وحزب الله لزيارة سيد بكركي هذه, ازالت الالتباس من مواقف بعض الاجهزة الامنية الاميركية التي كانت بدأت توسع دائرة تحرياتها عن جماعة عون في بعض الولايات لتشمل لبنانيين لا علاقة لهم بالتيار العوني, خصوصا وان مرافقي البطريرك من روحيين ومن قادة سياسيين مغتربين ومقيمين في واشنطن ولهم نفوذ قوي داخل ادارة جورج بوش, اوضحوا للمسؤولين الاميركيين الذين سألوهم ان تيار رئيس الوزراء اللبناني العسكري الاسبق ميشال عون لا يمثل المسيحيين في لبنان والخارج, بل هو تكتل تجمع عفويا وطائفيا في الانتخابات البرلمانية الاخيرة كرد على حزب الله نفسه الذي دعم بمحازبيه اللائحة المناهضة للائحة عون في عاليه وبعبدا الا ان هذا الزخم الذي اكتسح به عون معظم مقاعد دائرتي كسروان والمتن المسيحين , تلاشى منذ توقيع ورقة التفاهم بين عون وحسن نصرالله, وفي حال حصول انتخابات نيابية جديدة الان, فان التيار العوني لن يتمكن من المجيء باكثر من 4 - 5 نواب له في هاتين الدائرتين.
واكد رجل الاعمال اللبناني في اتصال اجرته معه(السياسة) امس الاثنين من لندن, ان زيارة البطريرك ستشمل استقبال مسؤولين امنيين اميركيين على مستوى عال, ومقابلة مسؤولين اخرين في داخل الادارة, سيوضح صفير لهم حقيقة موقفه وموقف المسيحيين في لبنان وعالم الاغتراب خصوصا من قضية انحياز ميشال عون الى فئة الاقلية البرلمانية من اللبنانيين الذين مازالوا يسيرون في الخط السوري املا في عودتهم الى مراكز نفوذهم التي فقدوها بانسحاب القوات السورية من لبنان وقيام نظام ديمقراطي سيادي حر على انقاضها, وان هذا التحول العوني المفاجئ باتجاه اعداء المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا, لن يقدم او يؤخر في مسار قيام الدولة الاستقلالية الحرة المدعومة من قوى العالم المتحضر.
وقال رجل الاعمال ان العشرات من المسؤولين اللبنانيين السياسيين والاقتصاديين المهاجرين او المقيمين في الولايات المتحدة, طالبوا وسيطالبون البطريرك خلال انتقاله من ولاية الى اخرى, بضرورة ان يوضح لادارة بوش هذه النقطة بالذات المتعلقة بمعاملة المسيحيين في الولايات المتحدة على قدم المساواة مع فلول التيار العوني التي لا تأثير لها على الاطلاق في الجاليات اللبنانية اولا بسبب هزال عددها ونوعية اصحابها بعدما اعلن معظم مساندي التيار الوطني الحر هناك من الشخصيات السياسية والاقتصادية المحترمة ابتعادها او قطع علاقاتها به علنا, وبعضها في بيانات وزعتها تلك الشخصيات على مختلف الجاليات اللبنانية في الولايات وعلى بلدان الاغتراب الاخرى في اميركا اللاتينية واوروبا.
وكشف رجل الاعمال اللبناني ل(السياسة) النقاب عن ان مرافقي البطريرك صفير في جولته الاميركية الراهنة اضطروا الى ان يطلبوا من مسؤولين لبنانيين حكوميين وروحيين في بيروت الاحد, تزويدهم فورا بالحملات الاعلامية التي شنها حزب الله والتيار العوني مباشرة او بواسطة حلفائهما على رموز بكركي في اشارة الى هجوم سليمان فرنجية في نهاية الاسبوع الماضي على النائب البطريركي المطران يوسف بشارة,
وقبلها احد وزراء حزب الله الذين اتهم البطريرك بالعمالة لاميركا وبعض ما صدر في وسائل اعلامها من اخبار ومعلومات الهدف منها النيل من مواقف صفير واساقفته ومؤيديه من قادة لبنان البارزين
.
وقال رجل الاعمال ان لجنة من الشخصيات اللبنانية في اميركا ستعكف فورا على ترجمة تصريحات وكتابات تلك الحملة ضد بكركي الى الانكليزية لتقديمها الى وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين والى رئاستي وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.اي) والاعضاء البارزين في الكونغرس, (بهدف افهامهم ان التيار العوني لا علاقة له بتوجهات البطريركية المارونية في الداخل والخارج وهي التوجهات التي يؤيدها ويدعمها ملايين المسيحيين في الولايات المتحدة وعالم الاغتراب بشكل عام, وبالتالي فان هذه الملايين لا تمت بأي صلة الى السياسة العونية التي اثبتت تكافلها وتضامنها, ليس مع حزب الله الايراني الموضوع على لائحات الارهاب الدولية وحسب, بل مع جميع حلفاء وعملاء سورية المتبقين الآن في لبنان العاملين على نسف النظام الديمقراطي الجديد المعادي لسورية في بيروت).
واماط رجل الاعمال اللبناني - الاميركي اللثام ايضا عن ان القياديين السياسيين والاقتصاديين اللبنانيين في واشنطن, «سلموا يوم الاثنين في التاسع عشر من يونيو الماضي رئاستي «سي.اي.ايه« و«اف.بي.اي« لائحة تتضمن اسماء المنتسبين الحقيقيين للتيار العوني في بعض الولايات الاميركية منعا للالتباس او شمول لبنانيين آخرين بحملة مراقبة الجماعة العونية مع جماعات حزب الله, وقد ارفقوا هذه اللائحة ببيانات عدد من رجال الاعمال اللبنانيين - الاميركيين وقادة الجاليات السياسيين الذين اعلنوا قطع علاقاتهم بميشال عون او تياره الذين كانوا بدأوا يشتكون بعض المضايقات الامنية الاميركية«.
وقال: «علمنا من وزارة الهجرة الاميركية في واشنطن في منتصف الشهر الفائت انها بصدد الطلب الى السفارات الاميركية في الخارج تشديد القيود على منح اي من جماعة التيار الوطني الحر العونية تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة الا لاسباب انسانية, كما يبدو ان هناك اتجاها قويا داخل الادارة الاميركية الى التشدد في منح الاقامات للجماعات العونية اسوة بما يواجهه حزب الله, وستطلب وزارة الهجرة الاميركية من العواصم الغربية والعربية وضع المنتسبين للتيار العوني على لوائح اسماء الاحزاب والفصائل والمجموعات والتيارات التي يجري تبادلها بين هذه الدول« .
وارسل رجل الاعمال اللبناني الى «السياسة« بالفاكس بيانا صادرا عن بريد الكتروني في مدينة بوسطن موقعا من رجل الاعمال اللبناني جوزف حتي رئيس مؤسسة New England Americans for Lebanon اعلن فيه في الثامن عشر من يونيو الفائت من مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الاميركية قطع علاقته وعلاقة مؤسسته بالتيار الوطني الحر وبانهما لم يعودا يمثلان هذا التيار اللبناني بأي شكل من الاشكال
.
وقال بيان حتي الذي وصفه رجل الاعمال بأنه عراب التيار العوني في الولايات المتحدة منذ مطلع التسعينات وداعمه الاكبر سياسيا وماديا ان اولى اسباب قطع علاقة مؤسستنا NEAL بمؤسسة ميشال عون هي اننا نتوخى حرية اكبر في الرأي والحركة والنأي بانفسنا عن التحالفات التي يبنيها التيار الوطني على الارض في لبنان مع جماعات يراها الكثير منا هنا تستهدف استقلال لبنان وسيادته, كما تستهدف المصالح الاميركية من جهة اخرى
.
واكد البيان: )اننا بصفتنا مواطنين اميركيين: علينا التقيد بالقانون الاميركي الذي صنف بعض هذه المجموعات التي تحالف معها عون (حزب الله خصوصا) في لبنان كمنظمات ارهابية. لذلك فان مؤسستنا الاميركية وجدت انه من الضروري (بعد ذلك) استعادة استقلالها وحريتها في العمل للتأثير في سياسة الولايات المتحدة للصالح العام في لبنان).
وقال البيان: «اننا الآن بصدد تغيير موقعنا الالكتروني على الانترنت الذي كان يستخدمه ايضا التيار الوطني الحر«.