التحقيق في اغتيال بيار الجميل قاد إلى كشفها
"ضبط أسلحة ومتفجرات وصواعق
واعتقال 7 من القوميين السوريين"
بيروت-السياسة :
صادرت الاجهزة اللبنانية المختصة امس اسلحة ومتفجرات من مراكز عدة للحزب السوري القومي الاجتماعي الموالي لسورية في منطقة الكورة في شمال لبنان. واوضح مصدر امني ان عملية المداهمة والمصادرة شملت مراكز ومنازل منتشرة في قرى عدة في منطقة الكورة جنوب شرق طرابلس, وابرزها كوسبا وشكا وعفصديق.
من ناحيتها, اكدت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان "توقيف عدد من الاشخاص" خلال مداهمات ومصادرة اسلحة ومتفجرات في الكورة. واوضحت ان احدى مجموعاتها داهمت منازل عدة في منطقة الكورة وعثرت بداخلها "على كمية كبيرة من المتفجرات مع صواعق كهربائية تستعمل للتفجير وساعات لضبط توقيت التفجير بالاضافة الى كميات كبيرة من الاسلحة".
وكشفت مصادر امنية لبنانية مطلعة ل " السياسة " انه عثر في المداهمات على سيارتين مسروقتين داخل احد المخابئ التابعة للحزب القومي السوري تعمل القوى الامنية على تحديد اصحابها وتمت مصادرة اسلحة بما يعادل حمولة شاحنتين .
كذلك علم انه تم توقيف المسؤول في الحزب السوري القومي طوني منصور ووالده خلال عملية الدهم وضبطت بندقية حربية داخل سيارة الاول, وان قوى الامن طوقت مقر الحزب الرئيسي في بيروت.
وفيما اعترف رئيس الحزب علي قانصو توقيف سبعة قوميين ومصادرة متفجرات في شمال لبنان, زاعما انها تعود "للثمانينات عندما كان يشارك في المقاومة" ضد اسرائيل , افادت مصادر مطلعة " السياسة " ان جهاز الامن القومي في الولايات المتحدة حقق مع حليم حردان الطالب في جامعة سانت لويس نجل النائب الحالي والوزير السابق والعضو القيادي في الحزب القومي السوري اسعد حردان قبل 15 يوما , كما حققت السلطات الكندية مع المدعو خضر عواركة مسؤول الحزب القومي السوري في كندا .
وإلى ذلك تم التحقيق في اميركا وكندا مع عدد من اتباع "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه النائب ميشال عون , وفي حصيلة هذه التحقيقات تم التوصل الى معلومات واعترافات لها علاقة بقضية اغتيال النائب والوزير بيار الجميل, وقد احالت السلطات الاميركية والكندية هذه المعلومات الى الحكومة اللبنانية التي استخدمتها في التحقيق في عملية الاغتيال وتوصلت الى خيوط مهمة اوصلت الى اعطاء الامر بمداهمة عدد من المنازل والمخازن التابعة لعناصر في الحزب القومي السوري في منطقة الكورة شمال لبنان امس.
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء امس , قال قانصو ان قوى الامن الداخلي قامت بحملة مداهمات مفاجئة لعناصر قومية في الكورة اسفرت عن "توقيف سبعة رفاق".واكد مصادرة متفجرات وادوات تفجير وتوقيت "احتفظنا بها منذ الثمانينات بعد التوقف عن المشاركة في اعمال المقاومة ضد اسرائيل ... وابقيناها معنا كسلاح احتياطي لاي دور لاحق في المقاومة".
ووصف قانصو الاسلحة التي تمت مصادرتها بانها "اسلحة فردية يحتاجها كل عنصر حزبي في الوضع الامني المكشوف" في لبنان
.
وتتزامن مصادرة الاسلحة والمتفجرات مع ازمة سياسية حادة في لبنان بين الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق والمعارضة التي تضم خصوصا الاحزاب الموالية لسورية ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي.
ودان قانصو المداهمات محذرا الاجهزة الامنية من "التمادي في غيها", مهددا بان "لصبر القوميين حدودا" من دون تفاصيل اضافية, ومدرجا ما جرى في اطار "التحريض" على المعارضة التي تنفذ منذ مطلع الشهر الجاري اعتصاما مفتوحا لاسقاط الحكومة.
واستنكر قانصو "حملة شائعات تحاول الايحاء بوجود رابط بين المداهمات والاحداث الامنية التي جرت في لبنان".
وشهد لبنان في العامين الماضيين سلسلة تفجيرات واغتيالات حصدت ست شخصيات مناهضة لسورية ابرزها رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري 14 فبراير 2005 وآخرها الوزير بيار الجميل في 21 نوفمبر.
وكانت الميليشيات اللبنانية سلمت اسلحتها الى الدولة بعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990) باستثناء "حزب الله" الشيعي الذي احتفظ بها تحت عنوان لمقاومة اسرائيل.