الفلسطينيون يبكون دما في ذكرى النكبة: 11 قتيلاً في الاقتتال

رام الله - غزة - القدس المحتلة- الوكالات : خيمت الاحداث الدامية في قطاع غزة, حيث قتل 11 فلسطينيا على الفعاليات التي يقيمها فلسطينيو الضفة الغربية لاحياء الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة.

فقد تجمع حوالي ثلاثة الاف فلسطيني وسط مدينة رام الله وقد حمل عدد كبير منهم لافتات تحمل اسماء القرى والمدن التي هجر اباؤهم منها في العام ,1948 كما رفعوا الاعلام الفلسطينية, ولافتات تقول "حق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم".
وقال احد منظمي الاحتفال في كلمة له عبر مكبر للصوت "نوجه رسالة من هنا من رام الله الى حركتي فتح وحماس في غزة, اوقفوا ما يجري فورا, عار علينا ان نمتشق البنادق ونوجهها لصدور بعضنا البعض".

وتابع "اوقفوا شلال الدم لان هذا الاقتتال معناه انهيار ما تبقى من نضالنا".
وتسود قطاع غزة حالة من الاحتقان اثر مقتل 11 فلسطينيا, معظمهم من عناصر قوات الامن الوطني الفلسطيني, واصابة العشرات في صدامات داخلية بين حركتي "حماس" و"فتح" الممثلتين في الحكومة ليسجل الثلاثاء اعلى حصيلة في المواجهات الداخلية منذ مارس.
وافاد شهود عيان ان مئات المسلحين من الامن الوطني الفلسطيني ينتشرون في شوارع غزة حيث يسيطرون على بعض الاحياء فيما تسيطر عناصر من حماس على احياء اخرى حيث يسمع دوى تبادل اطلاق النار من حين لاخر.

واغلقت جميع المحال التجارية وشلت الحركة في المدينة والتزم السكان منازلهم التى تتعرض ايضا لاطلاق نار عشوائي, كما افاد سكان.
و"احتجاجا على الوضع الخطير الدامي في غزة" علق اربعة نواب من حركة فتح عضويتهم في المجلس التشريعي.
وتزامنت هذه الاحداث الدامية في القطاع امس, مع ذكرى احياء الفلسطينيين لذكرى النكبة عندما احتل اليهود غالبية الاراضي الفلسطينية واعلنوا قيام دولة اسرائيل عليها في 15 مايو .1948

وقالت الشابة روضة مشعل التي تتحدر من بلدة زكريا في الرملة, والتي قدمت للمشاركة في تجمع وسط مدينة رام الله "ذكرى النكبة يجب ان نذكر هؤلاء المتقاتلين في غزة بانهم امة واحدة, كنت اتوقع ان تتوقف كل مظاهر الاقتتال الداخلي في هذه الذكرى, لكن للاسف لا اجد ما اقول".
الشاب عبد الله ابو رحمة منسق لجنة مواجهة الجدار في قرية بلعين الذي استغل التجمع الكبير لتوزيع دعوات للمشاركة في مسيرة ضد الجدار المقام على ارض قريته قال "ما يجري في غزة وضع مأساوي, ويأتي في ظرف نسعى فيه الى اظهار ماساتنا للعالم, لكن ما نشاهده هو اخوة يتقاتلون, هذا شيء مؤلم للغاية".

واضاف "الحقيقة ان اراقة الدم الفلسطيني بايدي فلسطينية يجعلنا نبكي بدل الدموع دما".
وفي حين اعتاد كبار مسؤولي حركتي "فتح" و"حماس" المشاركة في هذه التظاهرات السنوية الا انهم تغيبوا امس عنها حيث اقتصر الحضور الرسمي على قياديين من فصائل فلسطينية اخرى.
وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي عبدالله عبد الله في كلمة له نيابة عن الرئيس محمود عباس "ما يجري هو بوادر نكبتنا الثانية, واذا كنا لم نستطع منع نكبتنا الاولى فلنصطف صفا واحدا لنمنع نكبتنا الثانية".

وقال عبد الله "لا يعقل استشهاد اخوة لنا برصاص اشقائهم, وهناك من يقتل برصاص الجيش الاسرائيلي, فلنقف سويا لمنع نكبة اخرى".
وردد المشاركون في الاحتفال القسم التقليدي للفلسطينيين الذي يؤكد على حق العودة وقد رفعوا ايديهم تاكيدا له.

ويقول القسم "اقسم بالله العظيم ان ابقى وفيا للاجئين وحقهم في العودة الى ديارهم التي هجروا منها, واتصدى لاي محاولة للانتقاص من هذا الحق, وان لا اقبل باي حل او خيار لا ينص على حق العودة الى الديار".

من جهة ثانية, الغى المجلس التشريعي جلسة كانت مقررة امس, في كل من رام الله وغزة للحديث عن ذكرى النكبة وذلك بسبب عدم قدرة نواب غزة على الوصول الى مقر المجلس هناك نتيجة للاشتباكات الداخلية, حسب ما افادت رئاسة المجلس.
من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإدارة الأميركية بممارسة دورها "كوسيط نزيه في الصراع" والتعامل مع الحكومة الفلسطينية وإنهاء الحصار "الظالم" المفروض على الشعب الفلسطيني.

وأكد عباس, في كلمة تلفزيونية وجهها لمواطنيه بمناسبة الذكرى ال¯59 ل¯"النكبة", ضرورة "التعامل الدولي مع حكومة الوحدة لتتمكن من إنهاء الفلتان الأمني والفوضى الداخلية وتطبيق الخطة الأمنية..لاستبعاد شبح الاقتتال الداخلي"
وأعلن تمسك السلطة الفلسطينية بالخطة الأمنية الأميركية "لبناء الثقة" التي سلمت لها اخيرا والتي رفضتها الحكومة الإسرائيلية مؤكدا في الوقت نفسه أن الشعب الفلسطيني "لن يساوم على حقوقه التي كفلتها له الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الأمم المتحدة 194"
وشدد على أن مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام هي فرصة "تاريخية" أمام إسرائيل وأمام شعوب المنطقة "لوضع حد لعقود من الحروب والعذابات".
في غضون ذلك قالت مصادر غربية ان مئات المقاتلين الموالين لحركة "فتح " دخلوا غزة من مصر امس كتعزيزات محتملة في القتال مع أنصار "حماس" .
وأضافت المصادر التي تحدثت في اسرائيل وطلبت عدم الكشف عن هويتها أن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر فتح لفترة وجيزة لادخال قوة قوامها 450 فردا.
وتابعت المصادر أن المعبر فتح بموافقة اسرائيل في اتجاه واحد فقط للسماح بعبور القوة. وفور دخولها غزة أغلق المعبر مرة أخرى.
ولم يكن الرجال يحملون معدات ثقيلة.

وقال عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي ان اسرائيل لن تتدخل في القتال.
والقوة البالغ قوامها 450 فردا موالية لمحمد دحلان المستشار الامني لعباس.
ويقول مسؤولون غربيون ان دحلان الذي يتعافى من جراحة في ساقه في مصر ارسل في الفترة الاخيرة نحو 500 من الرجال الموالين لفتح الى مصر لتلقي تدريبات أكثر تقدما على أساليب الشرطة.
ويمكن لعباس كذلك استدعاء تعزيزات بالالاف من الضفة الغربية أو الاعتماد على لواء بدر المتمركز في الاردن وهو قوة تهيمن عليها فتح قوامها ألف مقاتل على الاقل.