23 شهيداً عسكرياً و15 قتيلاً من فتح الإسلام بينهم رؤوس كبيرة
كاتب الموضوع
رسالة
غابات الآرز المشرفة العامة
عدد الرسائل : 930 العمر : 107 Localisation : Lebanon _Tripoli تاريخ التسجيل : 16/12/2006
موضوع: 23 شهيداً عسكرياً و15 قتيلاً من فتح الإسلام بينهم رؤوس كبيرة الإثنين مايو 21, 2007 12:09 pm
23 شهيداً عسكرياً و15 قتيلاً من "فتح - الإسلام" بينهم رؤوس كبيرة الجيـــــش يواجـــــه أشـــــرس هجـــــوم إرهـــــابي شمــــالاً ومسلســل التفجيــرات يهــزّ ليــلاً عمــق الأشرفيــة
دخان في مدخل مخيم نهر البارد خلال الاشتباكات أمس. (ميشال حلاق)
بكلفة بشرية باهظة في صفوفه ناهزت الـ23 شهيداً، تمكّن الجيش ليل امس من احتواء اخطر واوسع هجوم ارهابي منسّق ومنظّم ومدبّر شنته منظمة "فتح – الاسلام" على عدد من مواقعه في الشمال متخذة المدنيين في طرابلس دروعاً بشرية لاعاقة الرد العسكري على مخططها. وشكلت احداث طرابلس ومخيم نهر البارد والكورة والقلمون في مجموع وقائعها الدامية ترجمة واضحة لهجوم اعدت حلقاته الارهابية بتصميم بارد وكشف تغلغلاً بالغ الخطورة لتنظيم اصولي في قلب احياء من طرابلس مع كميات ضخمة من السلاح والذخائر وخطة استدراج مباغتة للجيش وقوى الامن تمثلت في الانقضاض دفعة واحدة على مواقع الجيش عند مداخل مخيم نهر البارد وانفلاش المسلحين على اوتوستراد القلمون واصطياد الجنود المتنقلين في سيارات عادية بعيداً من محاور المواجهة. وما كادت المواجهات الدامية تنحسر ليلاً في الشمال حتى انسلت يد الارهاب الجوّال الى الاشرفية لتضرب قرب مجمع الـ"أ ب ث"، موقعة ضحية اضافية ونحو 11 جريحاً في صفوف المواطنين. واعاد انفجار الاشرفية هاجس التفجيرات المتنقلة الذي "واكب" مسلسل الاغتيالات في بداياته بين نهاية 2004 و2005، فيما اعتبرت اشتباكات الشمال اسوأ تطور منذ مواجهات الجيش مع اصوليين في جرود الضنية عام 2000.
رجل أمن يقيد موقوفاً من "فتح – الاسلام" في طرابلس أمس. (رويترز)
مخطط الاستدراج
وقال مرجع سياسي واكب الاحد الدامي الطويل ومواجهاته الشرسة لـ"النهار" ان "فتح – الاسلام" تعمدت جرّ الجيش الى المعركة بتوقيت مدروس، الامر الذي يرسم علامات استفهام كبيرة حول مغزى هذا التوقيت واستهدافات هذا الهجوم، واضاف ان الهجوم الارهابي الواسع تكشف عن حلقات مدبرة حين عمد المسلحون الى فتح معارك جانبية في امكنة مختلفة من الشمال، بعيداً من ساحة المواجهة في منطقة المئتين في طرابلس وذلك لدى احكام القوى العسكرية والأمنية الطوق على المجموعة الاصولية التي تورطت في السطو على مصرف في اميون السبت. واشار الى ان المعلومات الامنية والعسكرية التي طرحت في الاجتماع الوزاري – العسكري – الامني في السرايا مساء أمس اظهرت وقائع مذهلة عن الاستعدادات التي كانت "فتح – الاسلام" قد زجت بها في "ساحة الهجوم" المتعدد الجانب وخصوصاً من حيث الاحتماء بمناطق آهلة واستدراج الجيش الى حرب شوارع يصعب عليه معها اعتماد الحسم السريع، فيضطر الى التعامل "جراحياً" مع الموقف. واوضح ان مخطط الاستدراج انكشف ايضاً مع رصد معلومات تحذر من امكان حصول عمليات ارهابية اخرى في مناطق غير الشمال، الامر الذي واجهته القيادة العسكرية وقوى الامن بانتشار واسع في الكثير من هذه المناطق واقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتشديد التفتيش. ولم يستبعد المرجع ان يكون "الهجوم" المنسّق قد بدأ بعملية السطو على المصرف لعلم الفاعلين بأن قوى الامن ستوجه اصابع الاتهام مباشرة الى "فتح – الاسلام"، ولدى تمكن قوى الامن الداخلي من اكتشاف المكان الذي لجأت اليه المجموعة التي قامت بالسطو، بدأ الهجوم على محاور الجيش في مخيم نهر البارد وكذلك بدأت عملية ترصد الجنود على اوتوستراد القلمون وقتلهم في مكامن جوالة. ولاحظ ان الجيش استطاع بسرعة قياسية استدعاء التعزيزات الى الشمال ومحاصرة خلايا المسلحين وتمكن مع قوى الامن الداخلي مساء من السيطرة تماماً على الوضع في طرابلس واحكام الحصار على مخيم نهر البارد. وابدى المرجع "اسفه البالغ" لاقدام قوى في المعارضة ولا سيما منها "حزب الله" و"امل"، على الغمز من قناة قوى الامن الداخلي وكأنها "الجهة التي ورّطت الجيش" في هذه المعركة. واستغرب هذا التلميح مع ان قوى الامن ابلغت فوراً الى الجيش انها تمكنت من كشف المكان الذي لجأت اليه المجموعة التي سطت على فرع بنك البحر المتوسط في اميون. وابلغ مصدر امني كبير الى "النهار" ان القوى الامنية التي اقتحمت بناية عبده في شارع المئتين عثرت على 10 جثث لمقاتلي "فتح – الاسلام" بعضها محترق وبعضها متفحم، كما عثر على جريح واعتقل اربعة مقاتلين. وقال ان واحدة من الجثث هي للمسؤول الثالث في "فتح – الاسلام" المدعو ابو يزن وهو المسؤول المباشر عن التفجير المزدوج لحافلتي الركاب في عين علق، كما ان جثة اخرى هي للمسؤول الذي يليه في التراتبية الحزبية ويدعى صدام ديب. وتبين من التدقيق في هذه الجثث ان قتيلين كانا قد زنرا جسديهما بأحزمة ناسفة. وافادت مصادر وزارية ان الاجتماع الذي عقد في السرايا برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفّر الغطاء السياسي والضوء الأخضر للجيش لاتخاذ كل ما يراه مناسباً من اجراءات جذرية لحسم ظاهرة "فتح – الاسلام"، وان يكن اي قرار باقتحام مخيم نهر البارد لم يتخذ. وقالت ان المعلومات التي عرضت في الاجتماع تناولت نقاط الضعف والثغرات التي نفد منها المسلحون لايقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش، كما عرضت وقائع ميدانية اظهرت ان قوى الجيش والأمن الداخلي تمكنت من تسديد ضربة قاسية الى خلايا "فتح – الاسلام" التي سقط في صفوفها نحو 15 قتيلاً واعتقل عدد لا يستهان به من افرادها، واتخذت احتياطات واسعة بفعل الاستنفار العسكري والأمني تحسباً لأي اختراق ارهابي خارج دائرة المواجهات المباشرة. وأشارت المصادر الى ان احكام الطوق على مخيم نهر البارد سيتخذ وجهاً صارماً للغاية وسيقترن باتصالات مع المنظمات الفلسطينية التي أكدت عدم صلة "فتح – الاسلام" بها ومع فاعليات المخيم لعملها على التعاون مع الجيش لتسليم المطلوبين وتجنب الاقتحام. وأضافت ان المعلومات التي عرضت في الاجتماع اشارت الى سقوط 23 شهيداً من الجيش ونحو 48 جريحاً وفقدان ستة أو سبعة جنود يعتقد انهم رهائن لدى المسلحين، بينما سقط في صفوف قوى الأمن الداخلي 16 جريحاً. وعرضت وقائع الهجوم منذ تولت قوى الأمن ملاحقة السيارة التي سطت على بنك البحر المتوسط وصولاً الى لجوء المسلحين الى شقة في شارع المئتين، وكيف قتل المسلحون فجراً جنوداً في قلحات وهم نيام لتشتيت الضغط على المسلحين في طرابلس. وقد اعترف ثلاثة من الموقوفين من "فتح – الاسلام" بان الشخص الذي أمن لهم الشقة في شارع المئتين كان احد الموقوفين في احداث الضنية عام 2000 والذي اطلق وينتمي الى "جماعة التكفير والهجرة". وأفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" ان حصيلة المواجهات بلغة 40 قتيلاً بينهم 23 عسكرياً و15 مقاتلاً اسلامياً ومدنيان لبناني وفلسطيني، كذلك جرح اكثر من 30 جندياً و16 شرطياً وسبعة مدنيين ونحو 40 لاجئاً فلسطينياً. أما "رويترز"، فأحصت 48 قتيلاً.
بيان الجيش
وأصدرت قيادة الجيش ليلاً بياناً جاء فيه: "الحاقاً ببياناتها السابقة، تمكنت قوى الجيش من احكام السيطرة على جميع مداخل مخيم نهر البارد والتلال المشرفة على طريق عام طرابلس – العبدة، وقد تم تدمير مواقع المسلحين الذين استهدفوا مراكز الجيش، وتستمر هذه القوى بالرد على مصادر النيران بالوسائل المناسبة متجنبة إلحاق الأذى في صفوف المدنيين داخل المخيم". من جهة أخرى، أحكمت وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي السيطرة على مناطق الاشتباكات في مدينة طرابلس وتحديداً في منطقة الزاهرية وشارع المئتين، كما تمكنت هذه القوى من توقيف عدد من المشاركين في الاعتداء على آلية عسكرية في محلة القلمون، وعدد آخر في محلتي الميناء والزاهرية وأوقعت العديد من القتلى بين المسلحين في مختلف مناطق الاشتباكات". وصرح وزير الدفاع الياس المر الموجود في الخارج بان "دماء شهداء الجيش لن تذهب هدراً وان الارهابيين الذين تطاولوا على الجيش وغدروا بشهدائه سيدفعون ثمناً غالياً". وقال: "لا رحمة مع الارهاب والغدر الذي استهدف الجيش لن يمرّ"، مؤكداً ان "الجيش لن يألوا جهداً في مطاردة هؤلاء الارهابيين أمنياً وعسكرياً من اجل انهاء هذه الحالة الشاذة وضبط الامن وحماية المواطنين".
انفجار الاشرفية
اما انفجار الاشرفية، فحصل قرابة الحادية عشرة والدقيقة 50 ليلاً واسفر عن سقوط قتيلة و11 جريحاً. وبينت التحقيقات الاولية ان الانفجار نجم عن عبوة دست تحت سيارة في موقف للسيارات اقيم مكان "ملعب السلام" في الجهة الخلفية لمجمع "أ ب ث" في منطقة مار متر. واحدث الانفجار هزة قوية في المنطقة والجوار وخلف حريقاً كبيراً نتيجة اصابة خزان للمازوت واحتراقه، في حين تطايرات الواجهات الزجاجية والنوافذ من منازل المنطقة ووصلت شظاياها الى المنطقة القريبة من جسر الحكمة. كذلك لحقت أضرار بمواقف السيارات التابعة للمجمع. وأثار الانفجار ذعراً في المنطقة التي غالباً ما تكتظ برواد المجمع والمقاهي القريبة في الاشرفية وعملت سيارات الاطفاء على اخماد الحريق، فيما نقلت سيارات الاسعاف الجرحى الى مستشفيات المنطقة. وتدعى القتيلة ليلى مقبل (63 سنة) وعلم ان جدار منزلها المتاخم لمكان الانفجار انهار عليها. وعرف من الجرحى: سوزان مارديني، عبدالله زرهوني، علي علوش، بيار سابا، عصام فران، فادي اسبر، ميشال مسلم، نبيل معلوف، متري حداد، عبد السلام بعارة (اردني)، وكريستال عجاقة. واحدث الانفجار حفرة في ارض الموقف بعمق متر ونصف متر وعرض ثلاثة أمتار.
23 شهيداً عسكرياً و15 قتيلاً من فتح الإسلام بينهم رؤوس كبيرة