عدد الرسائل : 930 العمر : 107 Localisation : Lebanon _Tripoli تاريخ التسجيل : 16/12/2006
موضوع: "فتح الإسلام" تنهار تحت ضربات الجيش..... السبت يونيو 02, 2007 12:54 pm
يتوغّل شرق "البارد" وشماله ويسقط مواقع استراتيجيّة لـ"عصابة العبسي" داخله ومنظمة التحرير تؤكّد أنّ الأمن اللبناني فلسطيني
"فتح الإسلام" تنهار تحت ضربات الجيش
الحريري ينتظر جواباً على عرضه "صلح المظلومين" وصفير "لا يتبنـّى" صيغة محدّدة للحلّ الداخلي
بعد إقرار المحكمة الدولية، وغداة المبادرة السياسية التي أطلقتها قوى الرابع عشر من آذار ودعت فيها الى "تسوية تاريخية للخروج من أزمتنا الوطنية"، كان الحدث البارز أمس، انتقال الجيش اللبناني خطوة متقدمة على طريق مواجهة عصابة "فتح الإسلام" الإرهابية، حيث حقق الجيش تقدماً داخل المخيم وأحكم الطوق على المواقع العسكرية للعصابة، محيداً المدنيين والأحياء السكنية داخل المخيم. هذه الخطوة المتقدمة في مواجهة العصابة الإرهابية، كانت لها مقدمات عدة بحسب المراقبين، كان أبرزها أولاً: تعزيز الوضع الميداني وإحكام الطوق على المخيم والجولات التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد ميشال سليمان على القوى والوحدات المنتشرة في هذا المحور. وثانياً: الموقف السياسي ـ الشعبي اللبناني الداعم للجيش، يضاف اليه الموقف العربي والدولي الذي ازداد اتساعاً. وثالثاً: الموقف الفلسطيني الذي عبّر عنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومستشاره لشؤون الأمن القومي محمد دحلان الذي اعتبر أن "الظاهرة المسماة فتح الإسلام مجرد عصابة تعمل بأوامر جهات معينة لزعزعة الاستقرار في لبنان وجر المخيمات وأبنائها الى معركة لا دخل لهم فيها"، مشيراً الى أن "القيادة والشعب الفلسطيني بأكملة يرفضان هذه الظاهرة(..)". وكذلك المواقف المتتالية التي أطلقها ممثل "منظمة التحرير" في لبنان عباس زكي في هذا المجال. والموقف الشعبي الفلسطيني الضاغط الذي عكسه المدنيون الفلسطينيون ممن لجأوا إلى مخيم البداوي والذين طالبوا بالعودة الى المخيم في أسرع وقت. يضاف الى كل ذلك فشل استنزاف الجيش سواء من خلال الوساطات "السياسية" ومحاولة إطالة أمدها. بناء على هذه المقدمات، وضعت المؤسسة العسكرية خطتها التي دخلت حيّز التنفيذ في ساعات الصباح، حيث شهدت محاور مخيم نهر البارد اعتباراً من السابعة صباحا مواجهات هي الأعنف منذ 12 يوماً، بين الجيش وعناصر "فتح الإسلام"، وتمكن الجيش من إسقاط مواقع استخباراتيّة سوريّة تحت اسم "فتح الإسلام" شرق المخيم وشماله، أهمّها موقع "خان العبدة" وسط معلومات لم تؤكّد عن مقتل رئيس العصابة شاكر العبسي، وأخرى مؤكدة عن انهيار كبير في صفوف العصابة تحت ضربات الجيش، كما تمكن من السيطرة على مبانٍ رئيسية كانت تستعملها عناصر العصابة الإرهابية للقنص والاعتداء على الجيش والمدنيين. كذلك أحبط الجيش عدة محاولات تسلل حاول عناصر العصابة القيام بها. واستخدمت في المعارك العنيفة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وخلال النهار، تمكنت وحدات الجيش من التقدم نحو مواقع "فتح الإسلام" عند المداخل الثلاثة للمخيم وعلى مختلف المحاور حيث أحكمت سيطرتها الميدانية عليها وقامت بملاحقة المسلحين، في الوقت الذي واصلت المدفعية دك المراكز الرئيسية للعصابة بشكل مركز ودقيق. وقد تمكن الجيش من إلقاء القبض على عدد من مقاتلي "فتح الإسلام" وقتل عدد كبير منهم. وكان عباس زكي أكد إثر زيارته رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "اننا على استعداد لتنفيذ كل ما يطلب منا لأن الأمن اللبناني هو أمن فلسطيني"، مؤكداً أن "لا فرق بيننا وبين اللبناني في الحفاظ على أمن وسيادة القانون في هذا البلد (..). وسط هذه الأجواء، ترأس الرئيس السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً، تم خلاله الاستماع الى شرح تفصيلي عن سير العمليات والوضع الميداني على الأرض من وزير الدفاع الوطني الياس المر الذي أكد أن الجيش "سيستمر في عمله وفق الخطة التي رسمها لنفسه"، مشدداً على أن "المعركة ليست مع المدنيين وأبناء الشعب الفلسطيني"، وأكد المجتمعون في بيان تلاه وزير الإعلام غازي العريضي "وضع كل الإمكانات بتصرف الجيش الذي يخوض معركة الدفاع عن أمن واستقرار ووحدة وسيادة لبنان". كما أكدوا "تأييدهم للجيش انطلاقاً من قناعتهم بأن هذه المعركة التي توحّد فيها عناصره وضباطه مع عناصر وضباط قوى الأمن الداخلي بمواجهة الاعتداءات في الشمال والتهديدات والاعتداءات على أمن اللبنانيين في مناطق أخرى، استهدفت أمن واستقرار وحياة اللبنانيين". وعرض الرئيس السنيورة خلال الاجتماع للاتصالات التي أجراها مع قادة الفصائل الفلسطينية والمسؤولين الفلسطينيين والعرب وغيرهم ومع الهيئات والمنظمات الدولية، حرصاً على سلامة وكرامة وأمن المدنيين الفلسطينيين". مبادرة "14 آذار" في غضون ذلك، وفيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار إنشاء المحكمة الدولية، معبراً عن "ارتياحه الشديد" لهذا الامر، برزت مواقف سياسية لافتة في ضوء مبادرة قوى الرابع عشر من آذار بخصوص "التسوية التاريخية"، حيث كان تأكيد إضافي على "مدّ اليد". هذا فيما أكّدت مصادر في 14 آذار أنّ رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على اتصاله به أول من أمس، انه "لا يزال في انتظار ردّ على عرضه عقد صلح المظلومين"، وهو ما كان دعا إليه في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" نُشر أمس. في هذه الأثناء، رأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض أن "ما يحصل في لبنان اليوم هو فرصة ذهبية لإعادة تسوية تاريخية بين اللبنانيين"، مؤكدة أن "من حق لبنان علينا إنجاز هذه التسوية التاريخية بالحوار الصادق ومع القناعة التامة بأن لبنان لنا جميعاً ولا يستطيع أحد إلغاء الآخر أو فرض شروطه على الآخر". وقالت في مؤتمر صحافي عقدته أمس "تعالوا نستكمل معاً بناء وطننا وقيام دولتنا، بعيداً عن المحاور الاقليمية والدولية وصراعات الآخرين عبرنا وعلى أرضنا. تعالوا نبني معاً دولة الطائف، دولة التعددية، دولة العدالة، دولة الاستقلال. تعالوا نحيي معاً ونطبق قولاً وفعلاً مقررات الحوار الوطني". وأشارت الى "اننا جميعاً في قوى 14 آذار متفاهمون على أننا نريد الحوار والتسوية التاريخية". وقالت "الوقت ليس وقت سجالات، الزمن ليس زمن التخويف والتهويل، اللحظة ليست لحظة تشبث بالخطايا. إنها لحظة الوقوف مع لبنان، مع لبنان أولاً(..)". الرئيس أمين الجميل أكد أن "يدنا ممدودة للجميع والمفروض أن نعود ونرمم كل الجسور، ونتحاور"، لافتاً الى أن الكلام الذي أعلناه بالأمس صادق، فبقدر ما نلقى تجاوباً معه بقدر ما نذهب بعيداً في درس كل الأمور المطروحة ومنها قضية الحكومة، والتعاطي مع المحكمة". وتمنى "فتح صفحة جديدة في مسار السياسة اللبنانية"، آملاً بـ"تجاوب المعارضة مع النداء الذي أطلقته الموالاة أمس من أجل معالجة الاستحقاقات الداهمة مثل استحقاق رئاسة الجمهورية". أضاف: "نريد أن نضع تصوراً للحكومة المقبلة يركز على استقلال لبنان وسيادته واعتبار لبنان أولاً، وإخراجه من كل الصراعات الاقليمية الدائرة، والتركيز على المصلحة اللبنانية العليا، وعندها نحن حاضرون لكل الاقتراحات التي تحترم هذا التوجه(..)". وفي موقف متمايز عن رئيس كتلته النائب ميشال عون الذي أبدى مخاوف من تسييس المحكمة، رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة ابي نصر في تصريح أمس أنه "لا بد من فتح الحوار السياسي على أساس الثوابت الوطنية". وقال "انطلاقاً من إعلان مجلس المطارنة لثوابت الكنيسة المارونية تاريخ 6/11/2006 ومن دعوة قوى 14 آذار لتغيير الزمن اللبناني برفض كل أشكال الوصاية والهيمنة وإحداث نقلة تاريخية في مسار الأزمة وكسرها، نرى أن استعداد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للقاء أقطاب المعارضة هو خطوة ايجابية تكتسب معناها عندما تقترن باقتراحات عملية فتستجيب لمطلب المشاركة الحقيقية في السلطة وتقدم حلولاً لمعالجة الخلل في التمثيل السياسي، آخذة في الاعتبار واقع تهميش المسيحيين وخصوصاً الموارنة الذين شكلوا ولا يزالون أساس الكيان وعلة وجوده(..)". صفير في غضون ذلك، شدد البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير على أنه "كان لا بد من المحكمة الدولية بسبب تكاثر الاغتيالات"، لافتاً الى أن "موضوع الحكومة السداسية أمر طرحه الرئيس اميل لحود وتبناه وليس لي شأن به". وقال خلال استقباله نقيب المحررين ملحم كرم ووفداً من أعضاء مجلس النقابة "نحن نوافق على كل اقتراح يخرج البلد من الدوامة التي يدور فيها"، مؤكداً أنه "لا يسعى الى إقناع الفريق الآخر بهذا الطرح، فأنا ليس شأني شأن سياسي، لا أتبنى ولا أقترح أو أسوّق(..)".