وثيقتان صوتية وخطية تكشفان
تدخل الأسد لدى "حزب الله" لعدم قصف تل أبيب-السياسة ......
نقل موقع الحقيقة الاخباري الالكتروني الناطق باسم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية المعارض عن مصادر موثوقة في إسرائيل على تماس بالملف اللبناني- السوري, ان الحكومة الإسرائيلية حصلت على وثيقتين إحداهما بصوت الرئيس السوري بشار أسد تؤكدان أن هذا الأخير طلب من حزب الله الامتناع عن ضرب منطقة غوش دان في إسرائيل خلال الصيف الماضي, فيما الثانية رسالة خطية أرسلها الرئيس السوري إلى مسؤول أوروبي كبير (يعتقد أنه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير) عبر موظف سوري رفيع المستوى في لندن طالبا منه نقل مضمونها عاجلا إلى إسرائيل, والذي يشير إلى أن سورية ستمنع (حزب الله) من قصف منطقة وسط إسرائيل, وهي ما يعرف باسم منطقة تل أبيب الكبرى أو غوش دان التي تضم أكبرتجمع سكاني في البلاد, فضلا عن قسم كبير من الأماكن الحيوية المدنية والعسكرية. ومن أهم التجمعات التي تقع في نطاق هذه المنطقة كل من رامات غان وكفار سافا وريشون ليتسيون و بات يام, فضلا عن قلب تل أبيب ومطار بن غوريون.
وبحسب المصدر فإن الرئيس السوري يطلب من محدثه في الوثيقة الصوتية إبلاغ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الامتناع عن ضرب منطقة غوش دان في إسرائيل مهما بلغت شدة العدوان الإسرائيلي على لبنان وأيا تكن المناطق التي يستهدفها, لأن الإسرائيليين أبلغونا رسميا عن طريق طرف أوروبي بأنه مع أول صاروخ يسقط في هذه المنطقة (غوش دان) سيدمرون الأماكن الحيوية في دمشق, فضلا عن مقرات حكومية رسمية مسؤولة عن نظام السيطرة والقيادة, ونحن لسنا مستعدين لمواجهة من هذا النوع في الوقت الحاض.
وليس معروفا بعد هوية الشخصية التي كان يطلب منها الرئيس السوري نقل الرسالة, إلا أن الصوت الذي بدا مشوشا يوحي بأن المعني هو حسين علي الخليل المساعد السياسي للأمين العام لحزب الله وضابط الاتصال السياسي ¯ الأمني بين الحزب والقيادة السورية حسب معلومات المصدر.
ويقصد بالمناطق الحيوية السورية, على الأغلب, محطات المياه والكهرباء والجسور وما شابه ذلك, فيما يقصد بالمقرات الحكومية الرسمية المسؤولة عن نظام السيطرة والقيادة مقرات أجهزة الاستخبارات والحرس الجمهوري وأنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تعتبرها إسرائيل الجهة السورية التي تقف عمليا وراء الدعم الأمني واللوجستي لحزب الله, على اعتبار أن قصف الأماكن الرسمية السيادية مثل القصر الرئاسي ومقر الحكومة لم يكن مطروحا بسبب تبعاته الخطيرة على المستوى الدولي حسب المصدر الذي أضاف موضحا إن تاريخ التسجيل الصوتي هو على الأرجح منتصف ليلة الخميس (الجمعة) 3 ¯4 أغسطس الماضي, أي بعد ساعات عدة من تهديد نصر الله بقصف تل أبيب إذا ما قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت.
أما تاريخ الرسالة الخطية فيعود إلى ما بعد ذلك بيومين. وطبقا للمصدر, فإن هذه الأخيرة وصلت إلى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير صباح الاثنين المصادف في السادس من الشهر نفسه عبر شخصية سورية كبيرة في لندن يعتقد أنها الدكتور فواز الأخرس والد عقيلة الرئيس السوري ورئيس جمعية الصداقة البريطانية ¯ السورية.
لكن موقع الحقيقة رجح أن المعني بالأمر هو الدكتور غيث أرمنازي نائب رئيس الجمعية المذكورة ورئيس المركز الإعلامي السوري الرسمي في لندن. وسبب هذا الترجيح يعود إلى أن الحقيقة تملك وثائق (رسائل فاكس) موقعة من قبل أرمنازي نفسه يشير مضمونها وطابعها الرسمي إلى أنه لعب دور إحدى القنوات السرية بين سورية وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة, فضلا عن صلته باللوبي الصهيوني في بريطانيا.
واكد موقع الحقيقة انه سيقوم قريبا بنشر بعض هذه الوثائق في سياق تحقيقه عن الدور الذي يلعبه كل من الدكتور الأخرس والدكتور أرمنازي في الحفاظ على قنوات الاتصال السرية بين النظام السوري من جهة وإسرائيل والحكومات الغربية من جهة ثانية.