سقط القناع عن حزب الله أل لا لبناني
لكل من يقول أن حزب الله لبناني فاليرد ......
معظم الاحزاب في لبنان بنكهة لبنانية تضيف الى العراك السياسي والفكري طابعا خاصا قل نظيره في كثير من بلاد العرب. فحتى لو كان الحزب او التيار وطنيا او قوميا او علمانيا او اسلاميا او يمينيا او يساريا وحتى لو كان للحزب او التيار ذا علاقة بتلك الدولة او تلك فان الطابع اللبناني و الصيغة اللبنانية تبقى في صلبه لا تفارقه و هناك ما يشبه الاجماع على تكريس قيم الحريات الفردية والجماعية و حرية التعبير عن الرأي والحرية الاقتصادية والتأكيد على العيش المشترك واحترام مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني عدا حزبا واحدا نشأ خارج السياق اللبناني و يمارس الحياة خارج السياق اللبناني بل انه حتى شكل نمطا من الحياة خارج السياق اللبناني .
لو عدنا لنشأة ذلك الحزب لوجدت ان تأسيسه كان على يد غير لبنانية وهو يتفرد بذلك عن بقية الاحزاب اللبنانية فقد اسسه السفير الايراني في دمشق علي اكبر محتشمي بور بعد ان قاد انشقاقا عن حركة امل وبايع الخميني في اول بيان له اماما عاما على المسلمين ريثما يظهر المهدي المنتظر فيكون بذلك اولى منتجات تصدير الثورة التي تؤمن بولاية الفقيه و زودته بذراع عسكري مدرب مسلح بالاضافة الى دعم مجموعة من المؤسسات التي تشابه في بنيتها بنية مؤسسات الدولة اللبنانية مما ادى الى نشوء دويلات في الضاحية و البقاع و بعلبك والجنوب (الذي انضم الى دولة حزب الله بعد العام 2000 ) تسير على نظام الولي الفقيه و تمنع مؤسسات الدولة من التواجد ولعل احد مظاهر هزيمة اذناب الولي الفقيه هي انتشار الجيش الوطني اللبناني في محمية حزب الله الجنوبية وتخريب الترتيب الايراني التخريبي في لبنان.
ادخل حزب الله تقاليد واعرافا في اللباس ما انزل الله بها من سلطان , فوزراؤه ونوابه ومسؤولوه يرفضون ارتداء ربطة العنق في تقليد واضح للمسؤولين في جمهورية الولي الفقيه و هذا التقليد يمثل ردة الى الوراء في رمزيته, فلبنان اسس على قيم ليبيرالية لا ينفك عنها و يفقد معنى وجوده من دونها ويتجلى ذلك في احتضان قيم غربية اصيلة لا تنتمي الى شرقنا البائس و منها حرية التعبير والتجمع و احتضان الحداثة و رفض الغرب ليس قيمة لبنانية ابدا و حزب الله يقلد ايران فيما يخالف بقية ما يسير عليه اللبنانيون . كما ان ادخال الشادور كاسلوب في الحجاب هو بدعة جديدة لم تعهدها المحجبات اللبنانيات الشيعيات قبل بدعة نشوء حزب الله و لا ترى "المشودرات" _ لابسات الشادور باللبناني _ الا في الكانتونات الطائفية التي كرسها الحزب في الضاحية الجنوبية و البقاع والجنوب وهي بدعة تدل على احتذاء النموذج الايراني الفاشل حتى في اللباس والذي بدات الكثيرات من الايرانيات بالتضجر منه!
فرض حزب الله نمطا جديدا من التعليم في مؤسساته التعليمية وهي ادخال اللغة الفارسية و انشأ لها العديد من المراكز في البقاع و الجنوب ولا نستطيع ان نقول ان تعلم الفارسية يشبه تعلم الانكليزية او الفرنسية لان الفارسية ليست لغة العلم و تكنولوجيا المعلومات وليست لغة رسمية في الامم المتحدة و ليست لغة رسمية سوى ل¯ 1 في المئة من سكان الكرة الارضية . وعلى الرغم ان ذلك يجب ان يكون من مهام الملحقية الثقافية الايرانية الا ان حزب الله اخذ على عاتقه مهمة تعليم اللغة الفارسية لابنائه من اجل الاستعداد لمرحلة قد يكون فيها لبنان او جزء منه على الاقل اقليما في الجمهورية الايرانية الموسعة فلا تكون هناك صعوبة في التواصل بين ابناء الوطن الجديد الواحد!
ارتضت جميع الطوائف والاحزاب اللبنانية بما فيها حركة امل الدولة اللبنانية حامية وحيدة لها وسلمت اسلحتها الى الجيش اللبناني الشرعي وعلى الرغم من الانسحاب الاسرائيلي في العام الفين وسقوط حجة حمل السلاح بعد ذلك الوقت الا ان حزب الله ظل حاملا للسلاح وبدل مقايضة السلاح دوليا بالاسرى اللبنانيين و ما تبقى من مزارع شبعا مع بعض المكاسب الاقتصادية و الدبلوماسية ظل الحزب محتفظا بسلاحه دون سبب يستحق ذلك سوى ان امر هذا السلاح ليس بيد حزب الله وانما بيد رعاته الاقليميين الذين يستخدمون سلاحه ورقة يقوون بها موقهم التفاوضي.
اقدم ما يسمى ب"سيد المقاومة" في خطبته العصماء الاخيرة على تقويض اهم رمز للسيادة اللبنانية وهو الجيش اللبناني, فقد اتهم الجيش باحتجاز شاحنة تحمل معدات عسكرية لما يسمى ب"المقاومة" ابان العدوان الاسرائيلي البشع على لبنان بامر من حكومة السنيورة فعاد الجيش ونفى (وانا اصدق الجيش الوطني) ثم طلع حزب الله ببيان عرمرمي يكذب فيه الجيش وهو بذلك يهز صورة الجيش امام عيون اللبنانيين فتفقد الدولة اللبنانية هيبتها ومن يدري لعل هذا الخطاب مقدمة لاحداث انشقاق في الجيش في حال سنحت الفرصة لاستيلاء حزب الله على كل لبنان?
ابتكر حزب الله منظومة اعلامية على طريقة الدولة الشمولية فهو لا يرى في لبنان احدا غيره ولا يستضيف احدا من غيره حلفائه الانهزاميين ويكيل التهم للاخرين بالجملة والقطاعي فقد وصف من دون استحياء تيار المستقبل بميليشيات المستقبل -على الرغم من احتكاره للظاهرة الميليشيوية في لبنان_ولو نظرت الى بقية التلفزيونات اللبنانية من LBC الى NEW TV الى المستقبل لوجدت انهم يستضيفون اشخاصا مختلفين في توجهانهم السياسية عن اصحاب تلك الوسائل الاعلامية حتى في ظل القلاقل السياسية التي يعيشها لبنان هذه الايام, اما المنار فانها قناة الفكر الواحد واللون الواحد والعقيدة الواحدة و لو نظرت الى بقية الجوقة الاعلامية للحزب كصحيفة الانتقاد وغيرها لوجدت صحافة على الطريقة السورية او الايرانية من دون اثر للطعم اللبناني المتنوع فلا تستضيف الا حلفاءها واتباعها.
حزب الله حزب ايراني بشخوص لبنانية يؤمن بولاية الفقيه وهي فكرة تتناقص وكينونة لبنان, كما انه يعيش خارج السياق اللبناني العام فهل يعود الى لبنان و يتحول حزبا لبنانيا خالصا خاليا من الارتهان لمشاريع فارس ? اشك في ذلك!