غابات الآرز المشرفة العامة
عدد الرسائل : 930 العمر : 107 Localisation : Lebanon _Tripoli تاريخ التسجيل : 16/12/2006
| موضوع: "فتـــــح الإســـــلام" ...... الثلاثاء مايو 22, 2007 1:47 pm | |
| "فتـــــح الإســـــلام" ...... لا احد يستطيع ان يزيل من اذهان اللبنانيين ارتباط اعتداء تنظيم "فتح الاسلام" على الجيش في الشمال وما تلاه من اشتباكات وتفجيرات متنقلة بوصول المحكمة ذات الطابع الدولي الى لحظة حاسمة في مجلس الامن. فزعزعة الاستقرار عبر التفجيرات والاغتيالات صارت من البديهيات المترافقة مع كل تطورات المحكمة. ولا يبدو ان أحداً يستطيع اقناع المجتمع الدولي والعرب بغير ذلك بدليل ردود الفعل السريعة القلقة من انهيار شامل للوضع في لبنان والخوف على سيادته. فما بدأته "فتح الانتفاضة" ليس حادثا عابراً او رسالة محدودة. خطورته تكمن في امرين: الاول ان من يستهدف لبنان يحاول اعطاء عنوان فلسطيني للزعزعة ولو من تنظيم مرذول فلسطينيا والثاني انه يسعى الى تحويل الاشتباكات مواجهة بين اللبنانيين والفلسطينيين. الجميع يعرفون من "فتح الاسلام". تنظيم صغير ضمن تنظيمات تضم فلسطينيين وغير فلسطينيين، لا يهم ان كان أفرادها من المؤمنين بالجهاد او كانوا بنادق للايجار، المهم ان الشبهات تحوم حول ارتباطاتها نتيجة نشأتها في سوريا وتوافد عناصرها منها. والجميع سمعوا الحكومة الفلسطينية وكل الفصائل تتبرأ من هذا التنظيم المشبوه وتستنكر الاعتداء على الجيش اللبناني وتؤكد دعمها قرار الحكومة وقوى الأمن اللبنانية وتشدد على حماية المدنيين الفلسطينيين داخل مخيم نهر البارد. التبرؤ مهم وحماية المدنيين ضرورة. لكن الجميع يعرفون ايضا ان المسألة ليست مسألة مدنيين بل قرار فلسطيني حاسم بتجنب انفلات الوضع داخل المخيمات نفسها وتجنب الانجرار الى مواجهة لبنانية - فلسطينية. فعناصر "فتح الاسلام" لا يدافعون عن مخيم البارد بل يتخذونه رهينة اما سكانه فليسوا اكثر من دروع بشرية. ومواجهة هذا الخطر من القيادة الفلسطينية لا تكون فقط بالدعوة الى حماية المدنيين، على اهميتها، بل باتخاذ قرار جريء بوجوب القضاء على ظاهرة "فتح الاسلام" التي اثبتت احداث الشمال انها قد تكون عابرة للمخيمات الفلسطينية والمدن اللبنانية. وهذا من مسؤولية السلطة الفلسطينية بجناحيها وكل الفصائل وفي مقدمها "حماس" التي صارت اكثر حضورا في مخيمات لبنان كما في الاراضي الفلسطينية اذ يضعها على محك اثبات استقلالية قرارها بل فلسطينية قرارها ورئيس مكتبها السياسي المقيم في دمشق. فمن دون قرار فلسطيني واضح يحمي المخيمات في الدرجة الاولى من خطر "فتح الاسلام" عليها ويساعد السلطة اللبنانية في مواجهتها سيكون لبنان والفلسطينيون امام اختبارات قاسية لن يخرج احد منها منتصرا.سحر بعاصيري sahar.baasiri@annahar.com.lb | |
|